إطلاق برنامج «إعداد 100 قائد إماراتي» في قطاع الصحة

شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، إطلاق برنامج “إعداد 100 قائد إماراتي في قطاع الصحة”.
أطلق البرنامج، المستشفى الأمريكي في دبي بالتعاون مع “هارفرد بزنس إمبكت – Harvard Business Impact”.
حضر حفل الإطلاق الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والدكتور علوي الشيخ علي، مدير عام هيئة الصحة في دبي، وعائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية.
ويهدف البرنامج، الذي جرى إطلاقه خلال حفلٍ أقيم في “متحف المستقبل” بدبي، إلى إعداد جيلٍ مستدام من القادة الإماراتيين في قطاع الرعاية الصحية، وذلك من خلال رحلة تطوير قيادية متقدمة تدمج بين المعارف الأكاديمية العالمية والتجربة الميدانية المكثفة بما يؤهل المشاركين لتولّي أدوار محورية في إدارة وتوجيه مستقبل القطاع الصحي داخل دولة الإمارات.
ويمثل البرنامج خطوة استراتيجية تهدف إلى تمكين الكفاءات الوطنية الواعدة من خلال مزيج متكامل من التدريب الأكاديمي المتخصّص والممارسات الميدانية والتجارب الدولية، بما يعزز تنافسية المنظومة الصحية في الدولة ويواكب مستهدفات “رؤية الإمارات 2031” لبناء نظام صحي عالمي.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته بهذه المناسبة، إن هذا البرنامج الرائد، لإعداد أبناء وبنات الإمارات كي يكونوا قادةً ورواداً في مجالات الرعاية الصحية، يتسم بالحيوية، ويعكس القناعة القوية لدى المستشفى الأمريكي، بأهمية دور أبناء وبنات دولة الإمارات في نظام الرعاية الصحية، موجها التحية والتهنئة والشكر للضيوف من جامعة هارفارد، وزملائهم في المستشفى الأمريكي، على مبادرتهم بتأسيس هذا البرنامج، الذي يواكب تطورات العصر ومعطياته، ويضع صحة الإنسان على قمة كل الأولويات.
وأكد أن منظمي هذا البرنامج الواعد، يسهمون بهمةٍ ونشاط في النهضة الصحية والطبية، في الإمارات، في ظل القيادة الرشيدة، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مضيفا أنه وبدعمٍ من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، يؤكد دائماً أن السعي إلى التميز في الخدمات الطبية والصحية ركنٌ أساسي وجوهري في مسيرة التقدم والنماء، في الدولة، وأن ذلك يجب أن ينعكس بكل وضوح في سياسات وخطط عمل ومبادرات قوية وفعالة.
وقال إن رئيس دولة الإمارات يولي أولوية قصوى للتنمية البشرية الناجحة في قطاع الرعاية الصحية ويحرص أشد الحرص على ضرورة التأهيل الناجح للعاملين في هذا القطاع الحيوي والهام، وهو الأمر الذي يتطلب الأخذ بالمبادئ والنظم التي تحقق التوازن المطلوب والمستدام بين قدرات وإمكانات العاملين من جانب ومتطلبات الرعاية الصحية الناجحة من جانبٍ آخر.
وأوضح أن لمجال الرعاية الصحية خصوصية فريدة سواء في طبيعته والتزاماته أو في التحديات التي تواجه المشتغلين به أو المسؤولين عنه، لأنه يرتبط بالتطورات العالمية المتلاحقة، في العلوم والمعارف والتقنيات، ويتأثر بشكلٍ مباشر بالاتجاهات السائدة في نظم وبرامج التعليم والتدريب في الطب والعلوم الصحية، بالإضافة إلى تأثره بالاعتبارات الاقتصادية، والتوجهات المجتمعية، إلى جانب علاقته الوثيقة بمبادئ الأخلاق وقواعد السلوك وقيم المجتمع ومبادئه.
وأوضح أن مجال الرعاية الصحية يتأثر أيضاً بالتطورات المتلاحقة في طبيعة الخدمات الصحية ذاتها والعوامل التي تحدد آفاق التغير فيها، ومن ذلك النمو السريع والمتلاحق في البحوث والاكتشافات العلمية والطبية، والتقدم التقني المذهل والمستمر وبخاصة في مجال التواصل والمعلوماتية الطبية وفي أدوات التشخيص والعلاج وفي الانفتاح على مناهج جديدة لدراسة جسم الإنسان والعوامل السلوكية والنفسية التي تؤثر فيه، بالإضافة إلى اكتشاف أمراض جديدة لم نكن نسمع بها من قبل، وكذلك الاهتمام المتزايد بالجانب الوقائي في مكافحة المرض، وتزايد الطلب على الخدمات الصحية والتوقعات المتنامية لدى أفراد المجتمع في أن تتاح لهم دائماً أفضل وأحدث نظم الوقاية والتشخيص والعلاج نظير تكلفةٍ معقولة، وما يتطلبه ذلك من تطور مستمر في طبيعة العلاقة بين جميع مكونات نظام الرعاية الصحية.
وأردف أن الشراكة بين المستشفى الأمريكي بدبي وجامعة هارفارد في تنفيذ هذا البرنامج، تعكس إدراكاً واضحاً بأن الإمارات تشترك مع العالم كله في الفرص والتحديات المرتبطة بالطبيعة المتغيرة للمهن الطبية والصحية وفي أساليب ممارستها وطرق تطويرها الدائم نحو الأفضل.
وأكد أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، وأن الإمارات ترى أن من واجبها أن تنظر دائماً إلى المستقبل وأن يكون عملها المشترك مع العالم وسيلة لتوقع شكل هذا المستقبل وتحديد متطلباته، لتتمكن من تطوير نظام الرعاية الصحية فيها لما فيه مصلحة المرضى والأطباء والعاملين، والمجتمع بشكلٍ عام.
ووجه الشكر لممثلي جامعة هارفارد على تعاونهم المثمر في طرح هذا البرنامج الواعد، معربا عن التقدير لجهود المستشفى الأمريكي بدبي من أجل بث روح الحيوية والكفاءة في نظام الرعاية الصحية بدولة الإمارات، داعيا الله تعالى أن يحقق هذا البرنامج الجديد جميع أهدافه وغاياته في تنمية قدرات الدارسين فيه وإعدادهم كي يكونوا قوة دفع إيجابية للتطوير المنشود، وتقديم خدمات صحية وطبية وفق أعلى المستويات العالمية.
من جانبه قال شريف بشارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة محمد وعبيد الملا والمستشفى الأمريكي في دبي، إن إطلاق برنامج “إعداد 100 قائد إماراتي في قطاع الصحة” يمثّل عهداً وطنياً ومسؤوليةً جماعيةً تتجاوز أي مؤسسة بعينها، وتستلزم تعاون جميع الجهات الصحية في دولة الإمارات، الحكومية والخاصة، لتشكيل جيلٍ من القادة القادرين على قيادة القطاع الصحي نحو مستقبل واعد.
وأكد أن استدامة القطاع الصحي وضمان استمرارية وظائف آلاف العاملين فيه تتحقق بقيادة أبناء الإمارات للقطاع من مواقع القرار، باعتبارهم الركيزة الأساسية للحفاظ على صحة المجتمع، التي تمثل عنصرًا حيويًا للأمن القومي واستدامة النهضة الوطنية.
وأوضح أن البرنامج يُشكّل منصةً وطنيةً رائدةً لتخريج قادةٍ قادرين على قيادة القطاع الصحي الإماراتي نحو التميز والريادة العالمية.
ويجمع البرنامج بين التأهيل الأكاديمي بالتعاون مع “هارفرد بزنس إمبكت – Harvard Business Impact”، والتدريب الميداني في المستشفيات الإماراتية لمدة ثلاثة أشهر، ويتوَّج برحلةٍ معرفيةٍ إلى مستشفى “مايو كلينيك” في الولايات المتحدة، للاطلاع على أحدث الممارسات العالمية في القيادة والإدارة الصحية.
بدوره قال أندرو سبنسر، من “هارفرد بزنس إمبكت – Harvard Business Impact”، إن هذا البرنامج يعد نموذجاً استثنائياً للتعاون الدولي في بناء القدرات القيادية؛ إذ يتيح للقيادات الإماراتية الشابة الجمع بين المعرفة الأكاديمية والتجربة العملية على أعلى مستوى، بما يعزّز من قدرة دولة الإمارات على قيادة القطاع الصحي عالمياً.
ويُعدّ برنامج “إعداد 100 قائد إماراتي في قطاع الصحة” نموذجاً وطنياً يُرسّخ ثقافة الابتكار والريادة في إدارة المنظومات الصحية، ويؤكد مكانة دولة الإمارات كمركزٍ إقليمي وعالمي لتطوير الكفاءات وقيادة التحول في مجال الرعاية الصحية، بما ينسجم مع “رؤية الإمارات 2031” ورؤية دبي المستقبلية في بناء قطاعٍ صحي عالمي المستوى.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز