وول ستريت تلامس قممها التاريخية.. الأسهم تعيش «حمّى الذكاء الاصطناعي»

تشهد مؤشرات وول ستريت صعودا جديدا نحو مستوياتها القياسية، مدفوعة بمكاسب قوية لأسهم شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها AMD و«تسلا». غير أن حمى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي تثير تساؤلات حول احتمالات المبالغة في تقييمات السوق وخطر الفقاعة الرقمية.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، متراجعا قليلا عن أعلى مستوى له على الإطلاق، بينما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 113 نقطة أو 0.2%، اعتبارا من الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي في الولايات المتحدة، في حين صعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4%.
وفقا لوكالة أسوشيتد برس، قفز سهم Advanced Micro Devices (AMD) بنسبة 28.3%، ليقود ارتفاع السوق بعد إعلان صفقة ستستخدم بموجبها OpenAI رقاقات الشركة لتشغيل بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي. وبموجب الاتفاق، يمكن لـ«أوبن إيه آي» امتلاك ما يصل إلى 160 مليون سهم من «إيه إم دي» إذا حققت الأخيرة أهدافًا محددة.
ويعد الاهتمام المتزايد بتقنيات الذكاء الاصطناعي أحد الأسباب الرئيسية وراء موجة الارتفاعات القياسية في وول ستريت، لكنه في الوقت ذاته يثير مخاوف من تضخم الأسعار وتكون فقاعة استثمارية.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تصدرت OpenAI المشهد بعدما أصبحت شركة بقيمة 500 مليار دولار تقريبا، وأعلنت عن سلسلة من الشراكات العالمية لبناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي.
وفي السياق ذاته، كانت إنفيديا قد كشفت الشهر الماضي عن صفقة استثمار بقيمة 100 مليار دولار مع «أوبن إيه آي»، في خطوة أثارت انتقادات بأن مسار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بدأ يتحول إلى حلقة مغلقة من التمويل المتبادل.
وانخفض سهم إنفيديا بنسبة 1.5% عقب إعلان «إيه إم دي»، لتسجل خسارة طفيفة رغم كونها السهم الأعلى وزنًا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
وخارج قطاع التكنولوجيا، ارتفع سهم كوميريكا بنسبة 14.5% بعد موافقة فيفث ثيرد بانكورب على شراء منافسه في صفقة أسهم كاملة بقيمة 10.9 مليار دولار، ما سينشئ تاسع أكبر بنك في الولايات المتحدة. في المقابل، تراجع سهم فيفث ثيرد بنسبة 0.8%.
كما ارتفع سهم تسلا بنسبة 3.7% عقب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ألمحت إلى احتمال إعلان الشركة عن منتج جديد يوم الثلاثاء.
أما سهم فيريزون كوميونيكيشنز فانخفض بنسبة 3% بعد إعلان تغيير رئيسها التنفيذي، حيث تولى دان شولمان، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق لشركة «باي بال»، المنصب خلفًا لـ«هانز فيستبرغ».
وفي وول ستريت، ساد الهدوء النسبي في التداول، مع تجاهل الأسواق إلى حد كبير احتمالات إغلاق الحكومة الأمريكية، إذ أثبتت التجارب السابقة أن تأثيرها على الأسهم والاقتصاد محدود.
إلا أن المشهد السياسي كان أكثر تأثيرا على الأسواق الخارجية، حيث قفزت الأسهم اليابانية بينما تراجعت الفرنسية عقب تطورات سياسية جديدة.
فقد ارتفع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 4.8% بعد اختيار ساناي تاكايشي زعيمة للحزب الليبرالي الديمقراطي، وهي حليفة لرئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، المعروف بسياساته الداعمة للسوق وخفض أسعار الفائدة.
وأدى تراجع الين الياباني مقابل الدولار إلى تعزيز مكاسب المصدرين اليابانيين، إذ أصبحت منتجاتهم أكثر تنافسية في الأسواق العالمية.
وقال نيل نيومان، رئيس الاستراتيجية في شركة «أستريس أدفايزري» اليابانية، تعليقا على تاكايشي: «من الواضح أن المستثمرين يرحبون بتوجهاتها، ويبدو أن المستثمرين الأجانب يقودون هذا الزخم منذ البداية».
في المقابل، انخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.3% بعد استقالة رئيس الوزراء الجديد سيباستيان ليكورنو بعد يوم واحد فقط من تشكيل حكومته، مما أثار حالة من الفوضى السياسية في باريس وسط انتقادات حادة لاختياراته الوزارية.
وفي سوق السندات، استقر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند 4.13%، وهو نفس مستواه في ختام تعاملات الجمعة.
ومن المرجح أن يؤدي إغلاق الحكومة الأمريكية إلى تأخير صدور بعض البيانات الاقتصادية المقررة هذا الأسبوع، في حين يترقب المستثمرون نتائج شركات كبرى مثل دلتا إيرلاينز وبيبسيكو وليفي شتراوس.
ورغم هذه التطورات، سيصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماعه الأخير الذي خفّض فيه سعر الفائدة للمرة الأولى هذا العام، في خطوة يتوقع المستثمرون أن تتبعها موجة خفض إضافية خلال العام الجاري والعام المقبل.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز