اسعار واسواق

«فينيتا» تحول الفشل إلى نجاح أسطوري.. قصة إمبراطورية «شوجار كوزماتكس»


بعد إغلاق شركتين متتاليتين، وخمس سنوات من رؤية أحلامها تتهاوى، كان لرائدة الأعمال الهندية “فينيتا سينغ” كل الحق في أن تستسلم.

بعد فشل شركتها الأولى “كيتزال”، وعدم نجاح “فاب باغ”، أصبح رصيدها البنكي صفراً، وتحطمت ثقتها بنفسها، وباتت نصائح المحيطين بها بالتوقف منطقية تماماً.

لكن في عام 2015، وفي سن التاسعة والعشرين، قررت فينيتا أن تمنح نفسها فرصة أخيرة. ومن تلك الخطوة الجريئة، وُلدت علامة “شوجار كوزماتكس” (Sugar Cosmetics)، التي غيّرت وجه صناعة الجمال في الهند.

من الفشل إلى الفهم

بعد انهيار “فاب باغ”، أمضت فينيتا شهورًا في التفكير لا في إطلاق مشروع جديد، بل في استيعاب أسباب الإخفاق. تحدثت إلى رواد أعمال مرّوا بتجارب مماثلة، وقرأت عن الشركات التي انهارت، وناقشت أخطاءها بصراحة وبدون أعذار.

ولم يعد الأمر بالنسبة لها شعورًا بالندم، بل رحلة تعلّم.

حينها أدركت أن مشروعاتها السابقة فشلت لأن الأساسيات كانت معيبة، وأنها عملت بجهد يفوق المنطق دون أن تتأكد من أنها تعمل على الشيء الصحيح.

أما هذه المرة، فقررت أن تبني على أساسٍ صلب قبل أن تُطلق أي فكرة.

كانت فينيتا دائمًا مولعة بالمكياج. حتى في أصعب أيامها، كانت تخصص جزءًا من مالها لشراء مستحضرات تجميل جيدة.

لكنها كانت تعلم أن الوصول إلى المكياج الجيد في الهند مهمة شاقة؛ فالعلامات الأجنبية باهظة الثمن، والماركات المحلية مملة وقديمة.

لم تجد أي علامة تجارية تعبّر عن المرأة الهندية الشابة التي تبحث عن جودة عالية بأسعار معقولة، وهنا رأت فينيتا الفرصة التي لم يلتفت إليها أحد.

وفي الوقت ذاته، كانت بيئة السوق مهيّأة للانطلاق؛ فالتجارة الإلكترونية في الهند بدأت تزدهر، والخدمات اللوجستية تحسّنت، واستخدام الهواتف الذكية ازداد بوتيرة مذهلة.

كما أصبح لدى الشابات دخل متاح للإنفاق على أنفسهن، وأردن مكياجًا يمنحهن الثقة لا يخفي ملامحهن.

ولادة “شوجار كوزماتكس”

في عام 2015، أسست فينيتا شركتها الجديدة “شوجار كوزماتكس” بالشراكة مع كوشيك موخيرجي.

هذه المرة كانت أكثر نضجًا. لم تتسرع في إطلاق المنتجات، بل أمضت شهورًا في بحثٍ ميداني شامل. تحدثت إلى مئات النساء، درست نماذج نجاح شركات عالمية، وضبطت الأسعار بعناية، واهتمت باقتصاديات الوحدة منذ اليوم الأول.

تعلمت من “كيتزال” أن الأفكار الرائعة لا تساوي شيئًا من دون التوقيت المناسب، ومن “فاب باغ” أن التغليف الجذاب لا ينقذ نموذج عملٍ خاسر.

حين طُرحت منتجات “شوجار” الأولى في السوق، لم يكن الإقبال فورياً، بل تدريجياً.

لكن سرعان ما بدأت النساء يتحدثن عن العلامة الجديدة، فالمنتجات كانت ممتازة، والأسعار عادلة، والأهم أن الإعلانات احترمت ذكاء المرأة الهندية.

اختارت الشركة عارضات بإطلالات واقعية وألوان بشرة متنوعة، وجعلت الثقة والتعبير عن الذات محور رسائلها التسويقية.

حتى أسماء المنتجات كانت مرحة وجريئة، والنتيجة: علامة تجارية صادقة تلامس المرأة الهندية لأول مرة.

رحلة الصعود

لم يكن الطريق سهلاً. واجهت فينيتا مشكلات في الإنتاج والجودة والتوسع والمنافسة، وأزمات نقدية متكررة. لكنها لم تعد تلك الشابة التي تنهار أمام أول عثرة. خمس سنوات من الفشل صقلتها، وجعلت من كل مشكلة لغزًا يمكن حله.

وبينما كانت تعمل لساعات طويلة، بدأت ثمار الجهد تظهر. ارتفعت المبيعات شهرًا بعد شهر، وبدأ العملاء بالعودة، وتحوّل اسم “شوجار” إلى حديث المدونات ومواقع الجمال، لتصبح الشركة واحدة من أسرع العلامات نموًا في سوق التجميل الهندي.

تحوّلت “شوجار كوزماتكس” من حلم فتاة مفلسة إلى إمبراطورية تجميل هندية تنافس كبرى العلامات العالمية، وأصبحت قصة فينيتا سينغ درسًا خالدًا في ريادة الأعمال.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى