البلاديوم يسحب البساط من الذهب والبلاتين في سباق الأصول الآمنة

يشهد سوق البلاديوم العالمي موجة صعود جديدة، مدعومة بتزايد الطلب الصناعي والمخاوف من نقص الإمدادات الروسية. ومع اقتراب خفض أسعار الفائدة الأمريكية، يتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة، ما يمنح هذا المعدن النادر بريقا استثنائيا في أسواق المعادن.
وسجّل المعدن اليوم الإثنين، سعرا فوريا قدره 1285.59 دولار للأونصة، وفقا لبيانات موقع SwissBullion.eu المتخصص في تتبّع أسعار المعادن الثمينة.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت يسود فيه الأسواق العالمية قدر كبير من الترقب وعدم اليقين، وسط تصاعد المخاوف من اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، لاسيما مع احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا، التي تمثل نحو 50% من الإنتاج العالمي للبلاديوم.
كما أسهمت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة الأمريكية، وزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، في تعزيز مكاسب المعدن، إلى جانب ارتفاعات مماثلة شهدتها معادن أخرى مثل الذهب والبلاتين.
وتسلط التطورات الحالية الضوء على التوتر المتصاعد بين الطلب القوي والقيود المفروضة على الإمدادات. وقد تواجه صناعة السيارات أكبر مستهلك للبلاديوم المستخدم في المحفزات الحفّازة ارتفاعا في تكاليف الإنتاج، ما سينعكس لاحقًا على أسعار السيارات الجديدة.
أما المستثمرون، فيرون في هذه التحركات فرصا قصيرة الأجل لتحقيق أرباح رغم زيادة تقلبات الأسعار، فيما يبقى العامل الحاسم على المدى الطويل هو قدرة المنتجين على تنويع مصادر الإمداد أو التحول إلى معادن بديلة مثل البلاتين.
ويُقدَّر البلاديوم لقيمته العالية في تحفيز التفاعلات الكيميائية، مما يجعله عنصرًا حيويًا في العديد من الصناعات. ويستخدم المعدن على نطاق واسع في قطاع السيارات لتقليل الانبعاثات الضارة، كما يدخل في الإلكترونيات، وطب الأسنان، والمجوهرات، وخلايا وقود الهيدروجين.
ومع تصاعد الاهتمام العالمي بالاستدامة، يُنظر إلى البلاديوم اليوم كمعدن استراتيجي يجمع بين الابتكار الصناعي والمسؤولية البيئية.
وتشير التوقعات إلى مستقبل واعد للسوق العالمي، مدعوما بزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والتقنيات التحفيزية المتقدمة. ووفقا لتقرير Persistence Market Research، من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق البلاديوم نحو 15.1 مليار دولار في 2025، لتصل إلى 20.5 مليار دولار في 2032، بمعدل نمو سنوي مركب 4.5%.
ورغم التحديات المتعلقة بندرة الاحتياطيات وتركيز مناطق التعدين، تبقى النظرة المستقبلية إيجابية، إذ يواصل الطلب العالمي النمو بدعم من التحول إلى الهيدروجين وتقنيات إعادة التدوير. ومع سعي الدول نحو الحياد الكربوني، يُتوقع أن يزداد الاعتماد على البلاديوم في خلايا الوقود وأنظمة التقاط الكربون.
ومع ذلك، فإن ضمان استدامة الإمدادات وتنويع مصادرها يمثلان عاملين حاسمين لاستقرار السوق. فالشركات التي تركز على التعدين المسؤول وتطوير تقنيات إعادة التدوير ستتمتع بميزة تنافسية في هذا القطاع المتسارع التطور.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز