فلسطين «الغائب الحاضر» في اليوم الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة

رغم غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80، إلا أن قضية بلاده سيطرت على مناقشات يومها الأول.
وكانت واشنطن قررت عدم منح عباس تأشيرة لحضور الاجتماعات، ليمثل رياض منصور مندوب فلسطين في الأمم المتحدة بلاده في الاجتماعات.
ووجه الرئيس عباس كلمة عبر “الفيديو كونفرنس” أمس على مؤتمر “حل الدولتين”، فيما أجمع الزعماء الذين خاطبوا الجمعية العامة اليوم على ضرورة وقف الحرب في غزة، وأكد غالبيتهم ضرورة التمسك بـ”حل الدولتين” لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
البداية كانت عند الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي قال: “نريد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة”، وشدد على دعم الأمم المتحدة لمبدأ حل الدولتين كحل وحيد لتحقيق السلام والاستقرار.
وأضاف: “لا شيء يبرر هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ولا شيء يبرر العقاب الجماعي من قبل إسرائيل”.
واتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع غوتيريش على ضرورة وقف الحرب في غزة، لكنه حمل حماس مسؤولية “رفض العروض المنطقية” للوصول إلى نهاية للحرب والإفراج عن الرهائن.
وإن كان ترامب انتقد الاعترافات بالدولة الفلسطينية واعتبرها “جائزة جديدة لحماس”، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتلك الاعترافات ودعا إلى المزيد منها.
وخلال خطابه عرض أردوغان مجموعة من الصور التي تظهر معاناة سكان قطاع غزة أطفالا ونساء ورجالا.
وحرص العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، على تأكيد أن الأمن في المنطقة لن يتحقق إلا بحل الدولتين وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأوضح أن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية حق لا نقاش فيه وليس مكافأة”.
وإذ شن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هجوما واسعا على إسرائيل، واصفا الاعتداء على الدوحة بأنه “إرهاب دولة”، أكد مواصلة بلاده الانخرط في الوساطة لوقف الحرب في غزة.
ومن جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحد أن “واجبنا الأخلاق والإنساني يحتم علينا المطالبة بوقف الحرب المفروضة على قطاع غزة فورا”.
خارج القاعة الأممية
وعلى هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي خطوة قد تكون مفصلية في حرب غزة، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، مع قادة دول عربية وإسلامية، وسط مساع مكثفة لإيجاد مخرج للأزمة.
وفي لقطات مصورة مقتضبة ظهر خلالها ترامب يجلس مع عدد من قادة المنطقة بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وآخرون، مرحبا بالحضور ومؤكدا أهمية الاجتماع.
وقال ترامب: “اجتماعنا مع قادة في الشرق الأوسط مهم لإيجاد حل للحرب في غزة”.
وأضاف: “يجب تحرير كافة الرهائن من غزة”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي خلال لقائهما في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن الحل العسكري غير كافٍ في قطاع غزة.
وقال ماكرون لترامب في مطلع لقائهما إن الإسرائيليين “قتلوا قادة حماس الأساسيين… هذا نجاح كبير، لكن في الوقت عينه ما زال عدد مسلحي حماس كما كان عليه في اليوم الأول”.
وأضاف: “بالتالي هذا لا يصلح لتفكيك حماس. هذه ليست الطريقة المناسبة للتحرك. لذا نحن نحتاج إلى مسار كامل، ونحن نعمل بقوة من أجل اليوم التالي” لانتهاء الحرب المتواصلة منذ نحو عامين.
مشاركة إماراتية فاعلة
وشارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، في الاجتماع متعدد الأطراف الذي استضافته الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة.
وجاء عقد الاجتماع بهدف إجراء محادثات متعددة الأطراف حول سبل إنهاء الحرب الدموية في غزة والتوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، واتخاذ خطوات حاسمة في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعاني منها المدنيون في قطاع غزة.
وثمن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع، الجهود التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وتفادي المزيد من الخسائر في الأرواح، ووضع حد للأزمة والأوضاع المأساوية في قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، على ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وأكد دعم دولة الإمارات الثابت لهذه الجهود وكافة المبادرات التي تقود إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتوصل إلى تسوية سلمية تقود إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائمين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وللمنطقة بأسرها.
كما أشار إلى أهمية تجنب الإجراءات الأحادية التي تقوض مساعي المجتمع الدولي لتحقيق “حل الدولتين” وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التصدي للتطرف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وفرض سيادة القانون وإعلاء قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في المنطقة، بما يحقق تطلعات شعوبها في الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز