الرسائل الخفية وراء إطلالات ميلانيا ترامب في لندن

خلال الأشهر الثمانية الأولى من رئاسة دونالد ترامب، كانت إطلالات السيدة الأولى الأمريكية ميلانيا قليلة ونادرة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، فقد اقتصرت مشاركاتها الرسمية على 22 مناسبة فقط، من بينها سباق “دحرجة بيض عيد الفصح” التقليدية في البيت الأبيض وجنازة البابا فرانسيس – وهما مناسبتان لا يمكنها التغيب عنهما بحكم البروتوكول.
لكن المدهش أنه خلال الـ48 ساعة الماضية فقط، أطلت ميلانيا بخمس إطلالات مختلفة، كل واحدة منها أثارت نقاشات واسعة، بدءًا من المعطف الذي ارتدته عند وصولها إلى العاصمة البريطانية، وصولًا إلى الفستان الأصفر الذي تألقت به في العشاء الرسمي الفاخر.
وبحسب خبراء موضة أمريكيين، فإن ذلك لم يكن صدفة بل خطة مدروسة بدقة. فمنذ أن وجّه الملك تشارلز الدعوة لترامب لزيارة دولة ثانية في فبراير/ شباط الماضي، بدأت ميلانيا في التخطيط لإطلالاتها بأسلوب أقرب إلى العمليات العسكرية.
واختيرت كل تفصيلة، من اختيار الأقمشة إلى تصميم القصّات، بعناية وبالتنسيق بينها وبين مصممها ومستشارها الشخصي المقرّب هيرفي بيير.
وعلى عكس الأميرة كيت ميدلتون التي تلتزم بما يُعرف بـ”قواعد الدبلوماسية في الأزياء”، فإن ميلانيا لا تعترف بتلك القيود. صحيح أن معطفها الطويل الذي صُمم في دار الأزياء البريطانية الشهيرة “بربري” بدا وكأنه لفتة تقدير للبلد المضيف، إلا أن لمستها الخاصة جعلت منه شيئًا مختلفًا.
فالمعطف، المصمم بطول يصل إلى الأرض من مجموعة 2020 للمصمم ريكاردو تيتشي، ترافق مع حذاء أسود من الجلد من تصميم “كريستيان ديور”، ليحوّل قطعة تقليدية إلى إعلان جريء عن استقلالها في صياغة “قوانين الموضة الخاصة بها”.
وفي اليوم التالي، عند هبوطها من الطائرة الرئاسية “مارين وان” في حدائق قلعة وندسور، ارتدت ميلانيا زيًّا من تصميم المصممة ماريا غراتسيا كيوري، المديرة السابقة لقسم الأزياء النسائية في “ديور”.
كانت تلك إطلالة أعادت ابتكار “بدلة بار” الشهيرة للمصمم كريستيان ديور، لكنها جاءت بتفصيل مخصص لميلانيا تجاوز بكثير التصاميم الجاهزة، مع قبعة بنفسجية من تصميم ستيفن جونز حجبت معظم ملامح وجهها وأثارت جدلاً واسعًا.
في المقابل، اختارت كيت ميدلتون نسخة مختلفة من البدلة نفسها في وقت سابق، واعتُبرت حينها مثالًا يحتذى في الأناقة الملكية. لكن ميلانيا، التي لا تحمل أي التزام تجاه الأعراف البريطانية، جعلت من “ديور” خيارًا طبيعيًا لتعكس صورة “الأناقة الحادة” المطلوبة في المناسبات العالمية.
أما أكثر إطلالاتها إثارة للجدل، فكانت في العشاء الرسمي في قاعة سانت جورج بقلعة وندسور، حيث ارتدت فستانًا أصفر صادمًا بكتف مكشوف من تصميم الأمريكي ويس غوردون لدار “كارولينا هيريرا”، مع حزام بنفسجي حريري وأقراط من الزمرد والماس فقط.
واعتُبر اختيار الألوان النادرة – الأصفر مع البنفسجي – وغياب المصمم البريطاني عن المناسبة الكبرى، تحديًا متعمّدًا للبروتوكول، ورسالة واضحة بأنها لا تعبأ كثيرًا برأي الصحافة أو الجمهور.
وخلال الزيارة القصيرة، تألقت أيضًا في بدلة من الجلد من تصميم “لويس فويتون” ذات طابع أنيق يليق بسيدات “الجانب الشرقي” في نيويورك، وحذاء عالي الكعب من “مانولو بلانيك”.
وحتى في اللقاء غير الرسمي مع الكشافة بصحبة الأميرة كيت، ظهرت في سترة من “رالف لورين” مع بنطال كابري وحذاء مسطّح فاخر، ما أعطى انطباعًا بأنها لا تترك شيئًا للصدفة حتى في “الإطلالات البسيطة”.
الرسالة الأوضح من ميلانيا كانت أنها ليست بصدد “إرضاء” بريطانيا أو تقديم “إيماءات دبلوماسية” عبر الموضة، بل استعراض حضورها الخاص كإمرأة مستقلة، متفردة، وصاحبة قرار.
وبذلك استطاعت، حتى وسط أجواء قلعة وندسور المليئة بالبريق الملكي، أن تفرض نفسها وتخطف الأضواء.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز