مغني راب أمريكي يعيد تمثيل «مقتل اللاجئة الأوكرانية» بأغنيته الجديدة

أشعل مغني الراب الأمريكي الشهير جدلا واسعا بعد طرح أغنيته الجديدة Save Me يوم الثلاثاء 16 سبتمبر/أيلول 2025، حيث أرفقها بمقطع مصور يجسد حادثة مقتل اللاجئة الأوكرانية إيرينا زاروتسكا.
يُعرف الفنان باسمه الحقيقي جوناثان لينديل كيرك (33 عاما)، بينما يُعرف فنيا باسم DaBaby. وحمل المقطع مشاهد أعادت تمثيل اللحظات التي فقدت فيها زاروتسكا حياتها خلال رحلتها بالقطار الخفيف في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا، حيث تعرضت للطعن على يد رجل غريب وهي في طريق عودتها إلى منزلها.
فيديو يفتح على مشهد الجريمة من جديد
الفيديو يبدأ بلقطات من نشرة إخبارية محلية تنقل تفاصيل الجريمة، متضمنًا مشاهد من كاميرات المراقبة التي وثقت الهجوم في 22 أغسطس/آب 2025. بعد ذلك، يدخل المشاهد إلى مساحة درامية جديدة يقودها DaBaby بنفسه مرتديًا سترة سوداء، جالسًا بجوار ممثل يؤدي دور المشتبه به ديكارلوس براون.
مع انطلاق الجملة الغنائية المتكررة “هل تظن أنك قادر على إنقاذي؟”، تبدأ مشاهد إعادة التمثيل التي قُدمت بجرأة، وتظهر الممثلة التي جسدت شخصية زاروتسكا بزي عاملتها في مطعم البيتزا، في إعادة دقيقة لصورتها الحقيقية.
نهاية مختلفة لما حدث في الواقع
في الفيديو، يبدو الممثل الذي أدى دور براون مضطربًا، متكئًا على النافذة، واضعًا يده على رأسه، قبل أن يخرج سكينًا من جيبه ويحاول طعن الراكبة الجالسة أمامه. لكن في هذه النسخة، يقفز DaBaby ويتدخل، ممسكًا بيد المعتدي مانعًا الطعنة، على عكس ما حدث في الحادثة الأصلية، حيث لم يتدخل أحد لإنقاذ الضحية.
تفاصيل حياة توقفت فجأة
إيرينا زاروتسكا، البالغة من العمر 23 عامًا، كانت قد لجأت إلى الولايات المتحدة في 2022 هربًا من الحرب في أوكرانيا. عملت في مطعم بيتزا بمدينة شارلوت، وفي مساء ذلك اليوم المشؤوم فقدت حياتها على أيدي رجل وُصف بأنه صاحب سجل إجرامي طويل.
الفيديو الذي وصفه DaBaby بأنه “إهداء لروحها”، أُرفق بتعليق على قناته في يوتيوب ورابط لحملة تبرعات عبر GoFundMe مخصص لعائلتها.
موجة غضب عارمة على المنصات الاجتماعية
ردود الفعل على الفيديو لم تكن متعاطفة كما توقع البعض. كثيرون اعتبروا أن DaBaby استغل مأساة حديثة لكسب الانتباه وتحقيق المشاهدات. التعليقات على منصة X (تويتر سابقًا) كانت غاضبة بشدة.
كتب أحدهم: “هذا قمامة صريحة. أغنية راب عن فتاة بريئة طُعنت حتى الموت؟ تفكير غبي للغاية.”
وأضاف آخر: “يا رجل، ماذا تفعل؟” بينما تساءلت مستخدمة: “هل DaBaby في طريقه إلى الإلغاء نهائيًا؟”
آخرون اتهموه صراحة بمحاولة إحياء مسيرته الفنية من خلال استغلال دماء بريئة، فكتب أحد المعلقين: “استخدامك لمقتل امرأة بريئة لإحياء مسيرتك الفنية خيار سيئ للغاية.”
أصوات مدافعة ترى رسالة أخلاقية
ورغم الكم الكبير من الانتقادات، حاول بعض المتابعين الدفاع عن الرسالة وراء الفيديو. كتب أحدهم: “الرسالة واضحة لمن يفهم: لا تكن متفرجًا أمام العنف.”
وذهب آخر إلى القول إن الفيديو يذكر الناس بأن عدم التدخل في مثل هذه المواقف له عواقب مأساوية، مشيرًا إلى أن أحدًا لم يهب لمساعدة زاروتسكا يوم قُتلت. في حين علّقت إحدى المتابعات بأن العمل يتناول تبعات القرارات الاندفاعية، خصوصًا تلك المرتبطة بالاضطرابات النفسية، وما تتركه من أثر مدمر على حياة الناس.
DaBaby وتاريخه مع الأزمات
اسم DaBaby ليس غريبًا على الجدل. ففي يوليو/تموز 2021، وجد نفسه في مواجهة عاصفة من الانتقادات بعد تصريحات أدلى بها على مسرح مهرجان Rolling Loud، تضمنت عبارات اعتبرت معادية للمثليين ومسيئة للمصابين بفيروس HIV/AIDS.
منذ ذلك الحين، ارتبط اسمه بأزمات وصراعات متكررة أكثر من ارتباطه بالأعمال الموسيقية. ومع أحدث أعماله المصورة، عاد ليتصدر العناوين وسط انقسام بين من يرى فيه استغلالًا فجًا لمأساة، ومن يقرأ رسالته بوصفها دعوة للمجتمع كي لا يقف مكتوف الأيدي أمام العنف.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز