سكاربورو تحت النار.. مواجهة بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي
أعلن خفر السواحل الصيني، الثلاثاء، أنه اتخذ «إجراءات سيطرة» ضد عدة سفن فلبينية في منطقة سكاربورو شول المتنازع عليها ببحر الصين الجنوبي.
وأكد خفر السواحل أن هذه السفن «دخلت بصورة غير قانونية» إلى ما وصفها بالمياه الإقليمية الصينية.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من موافقة بكين على خطط لتحويل المنطقة ذاتها إلى «محمية طبيعية وطنية»، في خطوة اعتبرتها الفلبين وجيران الصين محاولة جديدة لفرض سيطرة أحادية على الممر البحري الاستراتيجي.
تاريخ من التوترات
تخوض الصين والفلبين نزاعاً متواصلاً حول سكاربورو منذ أكثر من عقد، إذ سيطرت بكين فعلياً على المنطقة عام 2012، رغم وقوعها داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين.
ويعتمد مئات الصيادين الفلبينيين على مياهها الغنية بالأسماك، لكن المراقبة الصارمة للسفن الصينية تهدد أنشطتهم اليومية، وهو ما يعمّق الاحتكاكات المستمرة.
موقف أمريكي صارم
من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنّ واشنطن تقف «بحزم» إلى جانب الفلبين ضد ما وصفه بـ«خطط الصين المزعزعة للاستقرار».
وانتقد روبيو، الجمعة الماضي، إعلان بكين عن تحويل سكاربورو إلى محمية طبيعية، معتبراً أنها «محاولة قسرية لتكريس المطالب الإقليمية على حساب الدول المجاورة».
وتؤكد الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن أي اعتداء مسلح على القوات الفلبينية في بحر الصين الجنوبي قد يفعّل التزامات الدفاع المشترك بين واشنطن ومانيلا.
الأهمية الاستراتيجية لسكاربورو
- تبعد 200 كلم فقط عن الفلبين، وتقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة.
- تُعرف بأسماء مختلفة: «هوانغيان» بالصينية، و«باناتاغ» أو «باجو دي ماسينلوك» بالفلبينية.
- غنية بالثروة السمكية وتضم بحيرة طبيعية تصلح كملجأ للسفن خلال العواصف.
- موقعها في قلب بحر الصين الجنوبي يجعلها عقدة حيوية تمر عبرها تجارة سنوية تزيد قيمتها على 3 تريليونات دولار.
نزاع مفتوح
في عام 2016، قضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي ببطلان المطالب الصينية الواسعة في بحر الصين الجنوبي، مؤكدة أن سيطرة بكين على سكاربورو «غير قانونية».
لكن الصين رفضت الحكم، وأصرّت على تعزيز وجودها العسكري والإداري في المنطقة، مما أبقى النزاع مفتوحاً وأضفى عليه بعداً جيوسياسياً متصاعداً مع دخول الولايات المتحدة بقوة إلى المشهد.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
