دمر مربعات سكنية كاملة.. قصف إسرائيلي عنيف مستمر على غزة

تعرّضت مدينة غزة فجر الثلاثاء لقصف إسرائيلي هو الأعنف منذ أسابيع، في وقت أكد مسؤولون إسرائيليون بدء العملية البرية لاحتلالها.
وجاء القصف، بعد ساعات قليلة من زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإسرائيل، واجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعدد من الوزراء، في القدس، وتأكيده على «الدعم الراسخ» لها.
تصعيد عسكري واسع
وقال أحد سكان غزة، أحمد غزال، إن «القصف مكثّف ومتواصل، مربّعات سكنية بأكملها دُمّرت، وهناك أشخاص تحت الأنقاض»، فيما تحدثت مصادر فلسطينية عن دخول الدبابات الإسرائيلية إلى أطراف المدينة بعد تمهيد جوي كثيف.
وأكدت الحكومة الإسرائيلية أن العملية البرية تهدف إلى «اقتلاع حماس»، في حين وصف مراقبون الهجوم بأنه بداية لمرحلة احتلال مباشر لمدينة غزة.
من جهته، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، لـ«فرانس برس» إنّ «القصف لا يزال مستمرا بشكل كثيف على مدينة غزة وأعداد الضحايا في ازدياد».
وأضاف “هناك قتلى ومصابون ومفقودون تحت الأنقاض جراء استهداف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا في محيط ساحة الشوا» فجر الثلاثاء، واصفا هذه الضربة بأنّها “مجزرة كبيرة”.
وتسبب القصف خلال الساعات الماضية وفق مصادر طبية، في مقتل 62 شخصا في غارات على القطاع, منهم 39 بشمال القطاع، و7 شهداء وسط القطاع، و16 شهيدا جنوب القطاع.
وذكرت المصادر، أن من بين القتلى 9 من منتظري المساعدات، بالإضافة إلى 2 متأثرين بإصابتهما، و2 تم انتشالهما من تحت الأنقاض، وجنين في بطن أمه.
تحذير ترامب ودعم روبيو
في واشنطن، حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس من المساس بالـ20 رهينة إسرائيلياً الذين لا يزالون على قيد الحياة، قائلاً عبر منصته «تروث سوشال»: «آمل أن يدرك قادة حماس خطورة ما يقدمون عليه. هذه جريمة إنسانية نادرة الحدوث في التاريخ. كل الاحتمالات مطروحة إذا تعرّض الرهائن للأذى. أفرجوا عنهم الآن».
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكر ترامب على «دعمه الثابت لمعركة إسرائيل ضد حماس»، مؤكداً أن تحرير الرهائن أولوية قصوى.
جاءت هذه التطورات بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإسرائيل، حيث تعهّد بمواصلة الدعم العسكري والسياسي لها، قائلاً إن «شعب غزة يستحق مستقبلاً أفضل، لكن هذا لن يحدث ما دامت حماس قائمة».
وأكد روبيو أن الرئيس ترامب يريد أن تنتهي الحرب عبر استعادة الرهائن وإنهاء خطر حماس، لكنه انتقد في الوقت ذاته محاولات بعض الدول الأوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن هذه الخطوات «لا تجلب إلا الجرأة لحماس».
نزوح تحت النار
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن إسرائيل «تجبر السكان على النزوح القسري تحت القصف، نحو معسكرات مكتظة تفتقر إلى المياه والغذاء والخدمات الصحية».
وتحدث مواطنون عن ساعات طويلة من السير نحو الجنوب بحثاً عن ملجأ، فيما اضطر كثيرون للنوم في الشوارع بعد عجزهم عن إيجاد مأوى.
ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، قُتل في المقابل أكثر من 64,905 فلسطينيين في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في القطاع التي تصفها الأمم المتحدة بالمصدر «الموثوق».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز