اسعار واسواق

وثائق تكشف خطة نووية غربية ضد السوفيات.. كادت تشعل حربًا ثالثة


كشفت وثائق حديثة من الأرشيف الوطني البريطاني عن مخطط نووي «خطير»، كاد أن يغيّر مسار التاريخ في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

تعود الوثائق إلى عام 1946 وتظهر خطة بريطانية-أمريكية لشن هجوم نووي استباقي يستهدف مواقع القوات السوفياتية في ألمانيا وأوروبا الشرقية، بعد عامين فقط من نهاية الحرب، وفقا لصحيفة إكسبريس.

المخطط، الذي وصف حينها بـ«المروع»، اعتمد على استخدام 400 طائرة موسكيتو، وهي مقاتلات – قاذفات خفيفة اشتهرت بهيكلها المصنوع من الخشب الرقائقي، كان المفترض تزويدها بقنابل نووية لتوجيه ضربة ساحقة للجيش الأحمر.

استخبارات سويسرية تكشف المستور

التفاصيل الأولى ظهرت عبر تقرير سري أعدته المخابرات العسكرية السويسرية التي كانت تراقب عن كثب تصاعد التوتر بين الحلفاء السابقين. وتحدثت الوثيقة، التي تحمل علامة “سري للغاية”، عن خطة تهدف إلى “شلّ نقاط الانطلاق” لأي هجوم سوفياتي محتمل لمدة تصل إلى 45 يوما.

المفاجأة كانت في نوفمبر/ تشرين الأول عام 1946 حين ظهر التقرير على طاولة اجتماع برلماني مغلق بلندن، حضره رئيس الوزراء كليمنت أتلي وسلفه ونستون تشرشل. وكان الأخير قد تسلّم النسخة الأصلية من ضابط سويسري خلال زيارة رسمية، بدعم كامل من القيادة العسكرية في برن.

خطر سوفياتي متعاظم

أظهر التقييم السويسري أن القوات السوفياتية في وسط وشرق أوروبا بلغت 130 فرقة قتالية و50 لواء مدرعا، في مقابل 25 فرقة فقط تحت إمرة الحلفاء الغربيين، معظمها أمريكية مكلفة بمهام شرطية. هذه الموازين المختلة دفعت لطرح الخطة الاستباقية.

خطة الهجوم: مرحلتان من الجحيم

المخطط كان يقسم الهجوم إلى مرحلتين رئيسيتين:

  • المرحلة الأولى، تمتد ليوم واحد وتشمل تدمير الجسور، ومحطات القطارات، ومسارات النقل الحيوية في شرق ألمانيا، وتشيكوسلوفاكيا، وغرب بولندا وأجزاء من النمسا والمجر.
  • المرحلة الثانية، كانت تمتد لثلاثة أيام، تركز على ضرب بولندا جويًا مع استمرار العمليات التكتيكية في المنطقة الأولى.

كان يفترض أن تشارك 400 طائرة موسكيتو محملة بـ200 قنبلة نووية، تدعمها قوة ضخمة من 4000 قاذفة ثقيلة ومتوسطة و1200 مقاتلة، إضافة إلى قاذفات احتياطية تشمل 120 قاذفة موسكيتو أخرى و1000 مقاتلة. وكان الهدف هو إبطاء تحرك الجيش الأحمر من 30 إلى 45 يومًا، ما يمنح الغرب فرصة لحشد قوات دفاعية ثم شن هجوم مضاد.

مقاتلات الحلفاء

جدل حول الجدوى والقدرات

رغم طموح الخطة، شككت سويسرا في إمكانية تنفيذها، لافتة إلى أن الولايات المتحدة لن تكون جاهزة لوجستيا قبل منتصف 1947. والأهم أن التقرير افترض وجود 200 قنبلة ذرية، بينما كانت الحقيقة أن واشنطن لم تملك في خريف 1946 سوى تسع قنابل، فيما لم يكن لدى بريطانيا أي سلاح نووي.

ردود الفعل: نفي وغضب

رئيس الوزراء أتلي وصف الخطة بأنها “ملفقة بالكامل”، مؤكدًا أن موارد الحلفاء كانت مشتتة في صراعات أخرى من اليونان إلى فلسطين وإندونيسيا. أما تشرشل، فكان يرى أن الردع الفعلي يكمن في القوة الكامنة لبريطانيا والولايات المتحدة، إلى جانب التفوق النووي الأمريكي، داعيًا إلى امتلاك بريطانيا 50 قنبلة ذرية على الأقل.

وقد تحقق حلمه بالفعل لاحقا حين أجرت بريطانيا أول اختبار نووي ناجح عام 1952 خلال فترة رئاسته الثانية للحكومة.

الخطة السويسرية المزعومة تختلف عن مشروع آخر حمل اسم “غير القابلة للتصور” (Unthinkable) الذي طرحه تشرشل عام 1945.

ذلك المشروع كان يقضي بشن هجوم مفاجئ على الجيش الأحمر في ألمانيا باستخدام 47 فرقة غربية و8000 دبابة، بل وإعادة تسليح قوات ألمانية مهزومة. لكن القادة العسكريين البريطانيين رفضوا الفكرة، معتبرينها “انتحارًا سياسيًا وعسكريًا”، فيما نأت الولايات المتحدة بنفسها عن المشاركة.

وفي وقت لاحق، وضعت واشنطن خطتها الخاصة عام 1946 تحت اسم “الكماشة”، لكنها كانت بعيدة كل البعد عن التقديرات السويسرية المثيرة للجدل.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى