الجمعية العامة للأمم المتحدة.. أبرز أحداث الدورة الـ80
في سبتمبر من كل عام، يجتمع قادة العالم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بمقرها في نيويورك، لمناقشة أهم القضايا العالمية.
وتشمل مواضيع النقاش الرئيسية في هذه الدورة الثمانين، مواضيع مختلفة بينها:
تعزيز المساواة بين الجنسين.
حوكمة الذكاء الاصطناعي.
الأمراض غير المعدية.
الصحة النفسية.
كما ستعقد قمة للمناخ.
إلى جانب الجمعية، سيعقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعاته حول تأثير التنمية المستدامة، والتي تضم قادة من عالم السياسة والأعمال والمجتمع المدني.
ومع انطلاق الاجتماعات في وقت سابق هذا الشهر، إليكم ما تحتاجون لمعرفته حول الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ما هي الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
أُنشئت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الهيئة الرئيسية لصنع السياسات في الأمم المتحدة، بموجب الفصل الرابع من ميثاق الأمم المتحدة، الموقّع في سان فرانسيسكو في 26 يونيو/حزيران 1945.
يحدد الميثاق وظائفها الرئيسية، بما في ذلك “تعزيز التعاون الدولي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية، والمساعدة في إعمال حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين”.
تجتمع الجمعية من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون الأول من كل عام، ثم تُعقد مرة أخرى من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب، إذا لزم الأمر.
يناقش الممثلون ويتخذون قرارات بشأن قضايا مثل السلام والأمن وقبول أعضاء جدد.
وكما هو موضح في الميثاق، يجوز للجمعية العامة الموافقة على ميزانية الأمم المتحدة، وانتخاب أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن الدولي، وتعيين الأمين العام، من بين أمور أخرى.
تصوت الجمعية العامة على القرارات التي تتقدم بها الدول الأعضاء، والتي يمكن إحالتها إلى مجلس الأمن لإضفاء طابع الإلزام عليها.
موضوع العام والأسبوع الرفيع
الأسبوع رفيع المستوى من اجتماعات الجمعية العام ينطلق في 22 سبتمبر، ويبدأ اليوم الأول من المناقشة العامة يوم 23 من الشهر نفسه.
موضوع هذا العام هو: “معا أفضل: 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان”، مسلطا الضوء على الحاجة الملحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنشيط التعاون العالمي.
إلى جانب ذلك، يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعاته السنوية لتأثير التنمية المستدامة في نيويورك، والتي تجمع قادة من قطاع الأعمال والسياسة والمجتمع المدني لإجراء حوارات موجهة نحو إيجاد حلول لأكثر التحديات إلحاحًا في العالم.
ماذا يحدث خلال اجتماعات الجمعية العامة والمناقشة العامة؟
تُفتتح الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها بدقيقة صلاة أو تأمل، ثم تُجرى الانتخابات الرسمية للرئيس.
هذا العام، تتولى وزيرة الخارجية الألمانية السابقة أنالينا بيربوك رئاسة الدورة الثمانين للجمعية العامة، وهي أول امرأة من مجموعة دول أوروبا الغربية تتولى هذا المنصب، وواحدة من أصغر رؤساء الدول سنا، إذ تبلغ من العمر 44 عاما.
في خطاب قبولها المنصب في يونيو/حزيران 2025، دعت إلى أمم متحدة “تحتضن الجميع”.
وقالت “أرى في تنوع الجمعية العامة مصدر قوتنا. هذا هو المكان الذي تجتمع فيه جميع الدول، ولكل دولة مقعد وصوت.”
الحدث الرئيسي في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يتصدر عناوين الأخبار، هو المناقشة العامة التي تبدأ يوم 23 سبتمبر، حيث يتناوب قادة العالم على إلقاء الكلمات لمدة 20 دقيقة تقريبا.
اجتماعات 2025.. أبرز الأحداث
يبدأ أسبوع الجمعية العامة رفيع المستوى، من 22 إلى 30 سبتمبر/أيلول، باجتماع يستمر ساعة واحدة للاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة.
خلال هذه الجلسة، سيستعرض المسؤولون ورؤساء الدول والحكومات الإنجازات التي تحققت على مدى العقود الثمانية الماضية، وينظرون في “الطريق إلى نظام متعدد الأطراف أكثر شمولا واستجابة”.
في وقت لاحق من صباح ذلك اليوم، سيُعقد اجتماع رفيع المستوى بمناسبة الذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، تحت عنوان “تجديد الالتزام بتنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين، وتخصيص الموارد اللازمة له، وتسريع تنفيذه لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات”.
سيتناول الاجتماع التقدم المحرز منذ مؤتمر بكين عام 1995، ويسلط الضوء على الإنجازات، بالإضافة إلى تحديد الثغرات في النهوض بالمساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم.
ما الذي يناقشه المنتدى الاقتصادي؟
في 24 سبتمبر، ستُعقد قمة المناخ، بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حيث يمكن لقادة العالم عرض خطط عملهم الوطنية الجديدة بشأن المناخ.
وقبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، ستركز القمة على إظهار الالتزام وتسريع العمل نحو تحقيق هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
سيشهد ذلك اليوم أيضا انعقاد أول قمة تُعقد كل سنتين من أجل اقتصاد عالمي مستدام وشامل وقادر على الصمود: تنفيذ الالتزامات المتعلقة بتمويل التنمية، والتي نص عليها ميثاق المستقبل العام الماضي.
وستتضمن القمة تقييما للالتزامات المتعلقة بتمويل أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لتنفيذ خطة عام 2030.
سيُعقد الاجتماع الرابع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها وتعزيز الصحة النفسية والرفاهية في 25 سبتمبر.
ولا يزال التقدم نحو تحقيق الهدف 3.4 من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وخفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث من خلال الوقاية والعلاج وتعزيز الصحة النفسية والرفاه، بعيدا عن المسار الصحيح.
وستسفر هذه القمة عن إعلان سياسي “طموح وقابل للتحقيق”، وفقا للأمم المتحدة.
سيُعقد أيضا اجتماع رفيع المستوى لإطلاق الحوار العالمي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي في 25 سبتمبر، والذي سيجمع الدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة ومختلف الجهات المعنية لاستكشاف ما هو مطلوب لحوكمة شاملة ومسؤولة للذكاء الاصطناعي.
مسيرة حافلة
كان من أوائل إنجازات الجمعية العامة الاتفاق على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام ١٩٤٨، الذي وضع المعايير العالمية لحقوق الإنسان.
شهد سبتمبر ٢٠١٥ لحظة حاسمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما وافقت على مجموعة من ١٧ هدفا للتنمية المستدامة يتعين تحقيقها بحلول عام ٢٠٣٠.
وتعهدت جميع الدول بالعمل معا للقضاء على الفقر والجوع، وحماية الكوكب، وتعزيز السلام، وضمان المساواة بين الجنسين.
في حين أن ثلث أهداف التنمية المستدامة فقط يسير على الطريق الصحيح، إلا أنها تمثل تقييما رصينا للتقدم العالمي، مسلطا الضوء على مزيج من الشواغل الملحة، بالإضافة إلى بعض النجاحات الرئيسية.
ومع ذلك، ومع بقاء خمس سنوات فقط على انتهاء الدورة، لم يكن بناء الثقة والتعاون لإيجاد الحلول أكثر أهمية من أي وقت مضى.
في عام 2024، اتفق زعماء العالم على ميثاق تاريخي للمستقبل، يتألف من 56 إجراء مصمما لتعزيز أهداف التنمية المستدامة، ولكن على وجه الخصوص لتسريع التقدم في القضايا المتعلقة بالسلام والأمن، والحوكمة العالمية، وتغير المناخ، والتعاون الرقمي، وحقوق الإنسان، والنوع الاجتماعي، والشباب والأجيال القادمة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
