أكيرون MPT-120.. قذائف تحول دبابات الناتو لقناصة بعيدة المدى

كشفت شركة «إم بي دي إيه» الأوروبية عن جيل جديد من الذخيرة الموجّهة المخصصة للمدافع الرئيسية لدبابات الناتو.
ووفقا لمجلة مليتري ووتش، تم تصميم القذائف الجديدة التي تُعرف باسم أكيرون إم بي تي 120، لتمنح الدبابات القدرة على إصابة أهداف تقع خارج نطاق الرؤية المباشرة، وهو تطور يُعدّ استجابة عملية للدروس المستخلصة من ساحة المعركة الأوكرانية حيث اضطرت أطقم الدبابات أحيانًا إلى ابتكار نيران غير مباشرة لتهديد أهداف معادية محمية أو مختفية.
تعتمد الذخيرة نظام توجيه لا يقتصر على الاعتماد التقليدي على شعاع ليزري من منصة الإطلاق، بل تتيح نمط «عدم الرؤية» الذي يتيح استقبال إحداثيات الهدف من مصادر خارجية متعددة مثل طائرات الدرونز أو منصات الاستطلاع البعيدة.
عقب الإطلاق، تصعد القذيفة إلى ارتفاعات محددة ثم تنقضّ على الهدف من الأعلى، ما يعزز فرص اختراق السطح العلوي للمركبات أو الاستهداف الدقيق للأهداف المحمية.
هذا الأسلوب في الهجوم من الأعلى يزيد من فاعلية الإصابة خصوصًا ضد العربات المدرعة المصممة لتحمل ضربات من الأمام أو الجانب.
كما حملت الذخيرة تحسينات على منظومة الدفع الداخلي، فقد طُوّر محرك صاروخي منخفض التسارع يقلل الإجهاد الميكانيكي على المكونات الداخلية والسبطانة، وهو تصميم يسهم في الحد من تآكل السبطانة (الجزء الأنبوبي من الأسلحة النارية) ويخفض المتطلبات المادية القاسية على داخل القذيفة.
نتيجة لذلك، تقل الحاجة إلى بنى داخلية فائقة التحمل، ما ينعكس إيجابًا على عمر المكونات وتكاليف الصيانة وإمكانات إعادة الاستخدام في ظروف حرب مطوّلة.
تأتي هذه الابتكارات كجزء من محاولة لمعالجة نقاط الضعف التي ظهرت في الميدان. فقد أظهرت تجارب النزاع الأوكراني هشاشة بعض منصات الدبابات أمام تكتيكات الخصم المتغيرة، مما دفع إلى البحث عن وسائل تمنح الدبابة مرونة هجومية أكبر مع تقليل تعرّض طاقمها للخطر.
وتمكّن الذخيرة الموجّهة الطاقم من تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف مختبئة أو محصنة دون الحاجة إلى الانكشاف المباشر في المدى القصير، مما يغيّر من منطق الاشتباك التقليدي ويمنح المدرعات أدوات هجومية مغايرة لتكتيكات القتال الأرضي.
مع ذلك، ورغم الإيجابيات التكتيكية، تظل فعالية هذا النوع من الذخائر رهينة شبكات الاستطلاع والتنسيق حيث إن دقة الإصابة تعتمد بشكل كبير على جودة الاستخبارات الميدانية، وإمكانيات النقل اللحظي للبيانات بين طائرات الاستطلاع والوسائط القتالية، وكفاءة منظومات الملاحة داخل القذيفة نفسها.
كما أن التكلفة لكل وحدة ودور الذخيرة مقارنة بالذخائر التقليدية أو الحلول الصاروخية الأكبر ستلعب دورًا في مدى تبنّيها الواسع عبر الجيوش التقليدية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز