«كويك سينك».. قنبلة أمريكية تغيّر معادلات الحروب البحرية

كشف الجيش الأمريكي عن اختبار جديد للقنبلة الذكية المضادة للسفن “كويك سينك”، بعد إسقاطها من قاذفة شبحية قبالة السواحل النرويجية.
هذه التجربة، التي وُصفت بأنها الأولى بهذا الحجم، أعادت تسليط الضوء على مشروع يُنتظر أن يغيّر قواعد الاشتباك البحري بفضل دقته العالية وتكلفته المنخفضة مقارنة بالصواريخ التقليدية.
ووفقا لموقع “تايم وور زون” الأمريكي، فإن القنبلة “كويك سينك” مبنية على تعديل ذخائر “جدام” الشهيرة، التي تحوّل القنابل التقليدية إلى أسلحة موجهة.
الجديد هنا هو إضافة رأس بحثي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، يمكّن القنبلة من رصد وتتبع الأهداف المتحركة مثل السفن، بدلاً من الاقتصار على المواقع الثابتة.
وتصل القنبلة أولاً إلى محيط الهدف اعتماداً على الملاحة التقليدية، ثم يتولى الباحث الأمامي تحديد السفينة وضربها بدقة تحت خط الماء، ما يرفع احتمالات إغراقها بكفاءة.
قوة نيرانية ومرونة تشغيلية
وأكد الاختبار الأخير أن السلاح الجديد قادر على إغراق أهداف بحرية كبيرة.
وتبرز هنا ميزة القاذفة الشبحية، التي تستطيع حمل عشرات القنابل دفعة واحدة وإطلاقها على أساطيل أو مجموعات بحرية في مهمة واحدة.
لكن الأهم أن “كويك سينك” لا يقتصر على الطائرات الاستراتيجية، بل يمكن دمجه مع مقاتلات متعددة، ما يمنح الجيش الأمريكي أداة مرنة لاستهداف مختلف أنواع السفن، من ناقلات الوقود إلى سفن الإمداد.
الكلفة.. المعادلة الجديدة
الميزة الأبرز للقنبلة تكمن في كلفتها المنخفضة. فبينما تصل أسعار الصواريخ البحرية إلى ملايين الدولارات، تُقدّر تكلفة “كويك سينك” بنحو 200 ألف دولار فقط، مع خطط لخفضها إلى 50 ألفا في حال الإنتاج الضخم.
هذه الأرقام تعكس استراتيجية أمريكية أوسع تهدف إلى امتلاك ذخائر دقيقة ومنخفضة الكلفة بكميات كبيرة، تحسبا لاحتمال اندلاع مواجهة طويلة الأمد في المحيط الهادئ، حيث يُتوقع أن يرتفع الطلب على الأسلحة المضادة للسفن بشكل حاد.
رغم أن مدى القنبلة الحالية محدود نسبيا، 15 ميلا إلا أن إضافة أجنحة انزلاقية يمكن أن ترفع المدى إلى 45 ميلا. كما يجري العمل على نسخ مزودة بمحركات لزيادة المدى والمرونة.
وهناك أيضاً خطط لدمج الرأس الباحث في صواريخ منخفضة التكلفة وأنظمة استطلاع متقدمة، ما يعزز من دقة الاستهداف ويضاعف من فعالية السلاح في البيئات البحرية المعقدة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز