اسعار واسواق

مصدر عراقي يكشف لـ«العين الإخبارية» كواليس الإفراج عن تسوركوف


كشف مصدر عراقي مطلع لـ«العين الإخبارية» كواليس عملية إطلاق «كتائب حزب الله» سراح المواطنة الروسية-الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف.

وأوضع المصدر لـ«العين الإخبارية»، أن «إطلاق سراحها بعد احتجازها لأكثر من عامين، لم يكن إجراءً عادياً، بل جاء في إطار تفاهمات سياسية وأمنية معقدة شملت شروطاً للمليشيات الشيعية».

وقال المصدر إن «الصفقة تضمنت الإفراج عن 7 من عناصر المليشيات الذين كانوا محتجزين لدى القوات العراقية والأمريكية».

وأضاف أن «أبرز الشروط تمثّل في تمهيد الطريق أمام انسحاب كامل للقوات الأمريكية من العراق».

وأوضح أن العملية لم تكن «مجرد إطلاق سراح رهينة»، بل جاءت نتيجة مفاوضات سرية استمرت عدة أشهر، شاركت فيها أطراف عراقية رسمية وأخرى إقليمية، بوساطات غير معلنة هدفت إلى تجنّب التصعيد.

وأشار المصدر إلى أن إعلان رئيس الوزراء العراقي عن «تحرير» تسوركوف، مساء الثلاثاء، كان بمثابة الغطاء الرسمي للعملية، فيما حرصت المليشيات على إظهارها كجزء من معركة أكبر تتعلق بمستقبل الوجود الأمريكي في العراق.

ولفت إلى أن خشية هذه الفصائل من ضربة إسرائيلية وشيكة ضد مواقعها قد عجّلت بإنهاء ملف تسوركوف وتسليمها إلى السلطات العراقية.

ويأتي هذا التطور بعد أن رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن تسوركوف، مؤكداً في منشور عبر «تروث سوشال» أنها باتت في أمان داخل السفارة الأمريكية في بغداد بعدما تعرّضت للتعذيب لعدة أشهر.

من جانبها، شددت السفارة العراقية في واشنطن على أن هذه العملية تعكس «التزام العراق الراسخ بحماية سمعته وتعزيز سيادته، وجديته في ترسيخ شراكاته الدولية»، معتبرة أنها رسالة واضحة على قدرة بغداد على فرض القانون ومواجهة أي تهديد لهيبة الدولة.

كما أوضح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، أن حادثة الاختطاف تعود إلى مارس/آذار 2023، حين أقدمت «مجموعة من الخارجين عن القانون» على اختطاف تسوركوف في بغداد، مؤكداً أن هذه الجريمة «لا تعكس حقيقة الواقع الأمني المستتب في مدن العراق كافة».

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد أكد في بيانه الرسمي أن الحكومة العراقية «لن تتهاون في إنفاذ القانون وإعلاء سلطة الدولة، وعدم السماح لأي جهة بالإساءة إلى سمعة العراق والعراقيين»، مشيداً بجهود الأجهزة الأمنية التي استمرت لأشهر طويلة وأفضت إلى إغلاق هذا الملف الشائك.

نتنياهو يعلق

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان صدر مساء الثلاثاء، أنه أجرى اتصالاً بعائلة الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي كانت قد اختُطفت في العراق قبل عامين وأُفرج عنها اليوم.

وقال نتنياهو: “من خلال عمل جماعي قاده منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، والذي استمر لأشهر طويلة وبجهود كبيرة، نجحنا في تحقيق الإفراج عنها”.

وأضاف: “هذا المساء تحدثت مع شقيقتيها إيما وأفيتال، وفي هذه المكالمة المؤثرة قلت لهما إن كل إسرائيل سعيدة بعودتها إلى الوطن”.

وأكد أن الحكومة ستواصل العمل لإعادة جميع الرهائن، قائلاً: “سنواصل القتال بقوة وعزيمة حتى نعيد جميع أسرانا إلى بيوتهم — سواء كانوا أحياءً أم من الذين قضوا”، في إشارة إلى الرهائن في غزة.

من هي تسوركوف؟

ولدت إليزابيث تسوركوف في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1986 بمدينة لينينغراد (سانت بطرسبرغ حالياً) في الاتحاد السوفياتي السابق، لأسرة يهودية هاجرت إلى إسرائيل وهي في الرابعة من عمرها.

هناك نشأت وتلقت تعليمها، وأدت خدمتها العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، حيث بدأت تتبلور اهتماماتها بالمنطقة العربية وقضاياها.

وبعد إنهاء دراستها الجامعية في العلاقات الدولية عام 2011، بدأت تعلم العربية باللهجة الشامية، لتكرس لاحقاً مسيرتها البحثية لفهم قضايا الشرق الأوسط وتحولاته السياسية والاجتماعية.

عملت تسوركوف في منظمات حقوقية إسرائيلية، من بينها منظمة «الخط الساخن للاجئين والمهاجرين»، كما شغلت منصب مساعدة للسياسي والناشط الحقوقي ناتان شارانسكي.

وفي موازاة نشاطها الحقوقي، تابعت مسيرتها الأكاديمية فالتحقت بجامعة برينستون الأمريكية حيث تتابع دراسة الدكتوراه في العلوم السياسية، كما شغلت منصب زميلة غير مقيمة في معهد «نيو لاينز» للسياسات في واشنطن، وشاركت في عدة مشاريع بحثية حول قضايا الشرق الأوسط.

وفي يناير/كانون الثاني 2023، دخلت تسوركوف العراق مستخدمة جواز سفرها الروسي، ضمن بعثة بحثية ميدانية لرسالة الدكتوراه الخاصة بها.

لكن رحلتها تحولت إلى مأساة في 21 مارس/آذار من العام نفسه، حين اختُطفت من أحد مقاهي حي الكرادة في بغداد على يد عناصر من مليشيات «كتائب حزب الله» العراقية المدعومة من إيران، بعد أن اكتشفوا جنسيتها الإسرائيلية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، بثّت قناة عراقية مقطعاً مصوراً ظهرت فيه تحت ضغط واضح وهي تتحدث عن ارتباطها بأجهزة استخبارات، في اعتراف اعتبرته عائلتها ومنظمات حقوقية «منتزعاً بالقوة».

وأثارت قضية تسوركوف اهتماماً واسعاً في الأوساط الحقوقية والدبلوماسية، فقد دعت منظمات دولية مثل «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» إلى الإفراج عنها، بينما واصلت جامعة برينستون ضغوطها على الحكومتين العراقية والأمريكية لإيجاد حل.

وفي يناير/كانون الثاني 2025، أكد وزير الخارجية العراقي أنها لا تزال على قيد الحياة وأن الجهود مستمرة لإطلاق سراحها، في وقت كانت فيه المفاوضات غير المعلنة بين بغداد وواشنطن مستمرة. قبل أن يعلن إطلاق سراحها اليوم.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى