الجمعية العامة للأمم المتحدة.. أجندة مثقلة وسياق معقد ولحظات تاريخية

على ضفاف نهر «إيست» بنيويورك، يلتئم جمع قادة العالم في سبتمبر/أيلول من كل عام، محملين بآمال معالجة التحديات عالمية الطابع، بكل جوانبها.
إنها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ اليوم الثلاثاء بجلسات تمهيدية، وتشهد كما كبيرا من الأحداث والفعاليات، في قلبها المناقشة العامة التي يلقي خلالها قادة الدول وممثلوهم كلمات مهمة.
وتجري اجتماعات الجمعية العامة هذا العام، في سياق معقد، حيث تمتد الحروب من أوكرانيا إلى غزة والسودان، بعد أن مرت لفترة مؤقتة بإيران ولبنان، وتتعقد تحديات الاقتصاد والمناخ، وتتزايد المنافسة بين القوى الكبرى.
وتُفتتح المناقشة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة يوم الثلاثاء 23 سبتمبر/أيلول، وتتواصل حتى يوم السبت 27 من نفس الشهر.
والمناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة هي فرصة لرؤساء الدول والحكومات للالتقاء في مقر الأمم المتحدة ومناقشة القضايا العالمية.
وقد اقتُرح للمناقشة العامة في الدورة الثمانين موضوع ”معا نحقق الأفضل: ثمانون عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان“.
وتتغيّر ترتيبات الجلوس في قاعة الجمعية العامة مع كل دورة، وفي الدورة الثمانين (2025-2026)، تتصدر النيجر المقاعد في القاعة، بما في ذلك في اللجان الرئيسية، وتليها سائر الدول، وفق الترتيب الهجائي الإنجليزي.
لحظات فريدة
وخلال خطابات الدول، يُطلب الالتزام بحد زمني طوعي قدره 15 دقيقة، ولكن بعض الخطابات تكون أطول، وسجل الرقم القياسي في المناقشة العامة باسم كوبا في عام 1980، حيث استغرقت 269 دقيقة.
أما فيما يتعلق بترتيب الكلمات، تتحدث البرازيل أولًا منذ الدورة العاشرة للجمعية العامة عام 1955 (بصرف النظر عن مستوى التمثيل)، باستثناء عامي 1983 و1984.
وتتحدث الولايات المتحدة ثانيًا بوصفها الدولة المضيفة، بصرف النظر عن مستوى التمثيل، فيما يحدد ترتيب كلمات باقي الدول الأعضاء وفق مستوى التمثيل والأسبقية ومعايير أخرى مثل التوزيع الجغرافي.
ولا تخلو اجتماعات الجمعية العامة من اللحظات الغريبة. وعلى سبيل المثال، سجلت رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن، لحظة تاريخية في 2018 عندما أحضرت معها مولودها الجديد إلى القمة السنوية رفيعة المستوى.
وبذلك، أصبحت أرديرن أول زعيمة تحضر الاجتماعات مع طفلها.
وفي 1960، احتدم السجال بين زعيم الاتحاد السوفياتي نكيتا خروتشوف ومندوب الفلبين، فكان أن نزع الزعيم السوفياتي حذاءه وضرب به بقوة على منبر الجمعية العامة.
الأجندة
وبخلاف المناقشة العامة، يعج جدول أعمال الجمعية العامة بفعاليات عدة هذا العام، مثل الاجتماع الرفيع المستوى لإحياء الذكرى الـ80 للأمم المتحدة، والمقرر في 22 سبتمبر/أيلول الجاري، وكذلك فعالية أهداف التنمية المستدامة في نفس اليوم.
وفي 24 من الشهر ذاته، تنظم الجمعية العامة، القمة التي تُعقد كل سنتين من أجل اقتصاد عالمي مستدام قادر على الصمود، وتناقش هذا العام “تنفيذ الالتزامات المتعلقة بتمويل التنمية”.
وباليوم التالي، تنظم الجمعية العامة، الاجتماع الرفيع المستوى لإحياء الذكرى الثلاثين للبرنامج العالمي للعمل المتعلق بالشباب، ثم الاجتماع الرفيع المستوى لإحياء اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية وتعزيزه في 26 سبتمبر/أيلول.
وأخيرا، يشهد يوم 30 سبتمبر/أيلول، المؤتمر الرفيع المستوى المعني بحالة المسلمين الروهينغيا وغيرهم من الأقليات في ميانمار.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز