«كارلو».. ماذا نعرف عن السلاح المستخدم في «هجوم القدس»؟

يرجع أصل «كارلو» إلى الرشاش السويدي كارل غوستاف م/45 الذي طُوّر في أربعينيات القرن الماضي، ودخل الخدمة في جيوش أوروبية عدة.
ومع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، سارعت القاهرة إلى تقليده محلياً وأطلقت عليه اسم «بورسعيد».
ومنذ ذلك الحين، انتقلت نسخ هذا السلاح إلى الأراضي الفلسطينية مع موجات الصراع، ليبدأ الفلسطينيون، خصوصاً منذ الانتفاضة الأولى (1987)، بمحاولات تصنيع بديلة بوسائل بدائية داخل ورش الحدادة والخراطة.
لماذا «سلاح الفقراء»؟
أطلق الفلسطينيون على «كارلو» لقب «سلاح الفقراء» لأنه لا يحتاج إلى إمكانات مالية أو تكنولوجية متقدمة.
فبدلاً من شبكات تهريب السلاح المعقدة والمكلفة، يمكن إنتاج نسخ بدائية منه محلياً باستخدام مواسير معدنية وقطع حديدية متوفرة، مع قدر من الخبرة في الميكانيكا.
المواصفات الفنية
- العيار: 9 ملم، ذخيرة متوافرة بكثرة في الأسواق.
- سعة المخزن: نحو 25 رصاصة.
- المدى الفعّال: حتى 100 متر تقريباً، وهو ما يجعله مثالياً للعمليات القريبة في الشوارع أو داخل المستوطنات.
- التصميم: بسيط وخفيف، مع إمكان تعديله بسرعة.
- آلية الإطلاق: يمكن أن يكون نصف آلي أو آلي كامل حسب النسخة المصنعة.
- الموثوقية: رغم أنه أقل دقة من الرشاشات العسكرية الحديثة، إلا أن كثافة نيرانه تعوض محدودية مداه.
في ساحة المواجهة
منذ الانتفاضة الثانية (2000)، بدأ «كارلو» يظهر بوضوح في يد الفلسطينيين، وازدادت وتيرة استخدامه في السنوات الأخيرة مع صعود العمليات الفردية.
في عام 2016، برز استخدامه في عمليات إطلاق النار بالقدس وتل أبيب، ما دفع الصحافة الإسرائيلية لوصفه بـ«الكابوس الأمني».
وفي سبتمبر/أيلول 2025، عاد إلى المشهد بقوة مع هجوم القدس الذي أسفر عن سقوط 7 قتلى وعدد من الجرحى الإسرائيليين، مؤكداً أن سلاحاً بدائياً يمكن أن يضرب عمق الأمن الإسرائيلي.
وتفيد تقارير إسرائيلية أن الجيش والشاباك شنّا مئات المداهمات ضد ورش الحدادة في الضفة الغربية، وصادروا مئات القطع، لكن انتشار السلاح لم يتوقف. بل إن عمليات الضبط نفسها تُظهر أن محاولات التصنيع مستمرة، ما يجعل «كارلو» جزءاً دائماً من معادلة الصراع.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز