إسرائيل تحاول توظيف «هجوم القدس» في 5 «مسارات متداخلة»

تحاول الحكومة الإسرائيلية توظيف الهجوم في القدس، والذي أدى إلى مقتل 6 إسرائيليين وإصابة آخرين، في 5 مسارات تبدو متداخلة.
وبدت هذه المسارات واضحة في سلسلة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد وقت قصير من الهجوم.
وتتفاوت هذه المسارات ما بين “فرض عقوبات” على القرى التي انطلق منها المنفذان إلى “تبرير العقوبات ضد الفلسطينيين وخاصة الأسرى” مرورا بـ”الهجوم على مدينة غزة” وصولا إلى رفض قيام دولة فلسطينية مع قرب اعترافات دولية بهذه الدولة.
الانتقام
غير أن الأخطر هو استخدام هذا الهجوم في محاولة تبرير “عمليات انتقامية” يقوم بها مستوطنون ضد الفلسطينيين.
وكان هذا واضحا في تغريدة عضو الكنيست من حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف تسفي سوكوت على منصة “إكس” وتضمنت كلمة واحدة “انتقام”.
إلا أن زعيم “الصهيونية الدينية” وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ربط ما بين “الانتقام بتدمير البلدات التي انطلق منها المنفذون وبين الدعوة لسحق السلطة الفلسطينية”.
تدمير القرى
وقال على منصة “إكس”: “لا يمكن لدولة إسرائيل أن تقبل بسلطةٍ فلسطينيةٍ تُربي أبناءها وتُعلّمهم على قتل اليهود”.
وأضاف: “يجب أن تختفي السلطة الفلسطينية من الخارطة، وأن تُصبح القرى التي خرج منها الإرهابيون مثل رفح وبيت حانون” أي تدميرها بالكامل.
عقاب الفلسطينيين
وفي هذا الصدد أيضا فقد توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعقاب الفلسطينيين في القرى.
وقال على منصة “إكس”: “ستكون لهذا الهجوم الشنيع عواقب وخيمة وبعيدة المدى. سنلاحق الإرهاب في كل مكان، كما هزمنا الإرهاب الفلسطيني في مخيم جنين الإرهابي وفي مخيمات شمال السامرة، سنفعل ذلك قريبًا في مخيمات أخرى. سيدفع رعاة الإرهاب وموجهوه الثمن غاليًا”.
من جهته، فإن زعيم حزب “القوة اليهودية” وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير دعا الى الانتقام من أهالي منفذ العمليات.
وقال للصحفيين لدى وصوله إلى مكان وقوع الهجوم: “قلتُ إن الأسلحة تنقذ الأرواح، يجب أن نتذكر ذلك. أدعو مواطني إسرائيل: تسلحوا”.
وأضاف في دعوته لعقاب ذوي منفذي العمليات: “لدينا قانون لترحيل عائلات الإرهابيين، وقد وقّعتُ 35 أمرًا من هذا القبيل في الأسابيع الأخيرة. أعتقد أن وزير الداخلية الجديد ياريف ليفين سيوافق على هذه الطلبات”.
ولكنه أيضا هاجم المحكمة العليا الإسرائيلية التي قضت يوم أمس بعدم قانونية تجويع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال بن غفير: “هذه ليست لعبة، قيام المحكمة العليا بشيء كهذا يوجه رسالة إلى الإرهابيين. أقول لقضاة المحكمة: لا تفعلوا ذلك”.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وقف إلى جانب بن غفير في موقع الهجوم، هاجم أيضا المحكمة العليا بسبب قرارها.
ودعا نتنياهو إلى محاصرة القرى التي انطلق منها منفذي الهجمات.
هجوم غزة
وقال: “الحرب مستمرة – سواء في قطاع غزة، حيث سنقضي على حماس كما وعدنا وسنطلق سراح جميع رهائننا، وكذلك – للأسف – في القدس أيضًا”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن فور هجوم القدس عن قراره تفجير مبنى سكني في مدينة غزة وهو ما تم بالفعل.
وأضاف نتنياهو: “في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، اتخذنا إجراءات حازمة للغاية. أحبط جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش والشرطة مئات الهجمات هذا العام، ولكن – للأسف – ليس هذا الصباح”.
وتابع نتنياهو: “نحن الآن بصدد ملاحقة المجرمين ومحاصرة القرى التي انطلق منها القتلة. سنلقي القبض على كل من ساعدهم وأرسلهم، وسنتخذ خطوات أشد صرامة”.
الدولة الفلسطينية
سياسيا، حاول وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر توظيف الهجوم ضد قيام دولة فلسطينية مع قرب اعترافات دولية بها.
وقال ساعر: “نرفض تمامًا المحاولات الحالية لفرض قبول إسرائيل بدولة إرهاب فلسطينية في قلب أرضنا الصغيرة. الإرهابيون هذا الصباح جاؤوا من أراضي السلطة الفلسطينية. إقامة مثل هذه الدولة الإرهابية سيكون لها هدف واحد – القضاء على دولة إسرائيل”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في بودابست مع نظيره المجري بيتر سيارتو: “يجب أن يكون الأمر واضحًا: السلطة الفلسطينية لم تنفصل قط عن دعمها للإرهاب. إنها تكافئ وتشجع الإرهاب بسياسة “الدفع مقابل القتل” لعائلات الإرهابيين. وكلما كان الجرم أفظع – كلما دفعت أكثر. وهي مستمرة في التحريض ضد إسرائيل وضد اليهود – في المدارس، والكتب الدراسية، والمساجد، ووسائل الإعلام. استنادًا إلى أفعالها – لا تستحق السلطة الفلسطينية دولة”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز