اسعار واسواق

موسم «الصفرية» يبدأ في الإمارات.. إقبال الشتاء وإدبار الحر


مع طلوع منزلة “الجبهة” بعد غدٍ، تبدأ فترة “الصفرية” التي تُعَدّ أولى مراحل الخريف، حاملةً تغيّرات واضحة في المناخ والزراعة في دولة الإمارات.

ما بين انقضاء القيظ “الصيف”، وإقبال الشتاء، وإدبار الحر، وبداية البرد، يبدأ موسم “الصفرية” بعد غدٍ في الإمارات مع طلوع منزلة “الجبهة”، وهي أولى منازل الخريف، مؤذنةً بتحوّل تدريجي في الطقس.

وتُعَدّ هذه الفترة بداية الموسم الزراعي الخريفي، حيث تبدأ الزراعة الفعلية، وتُنقل الفسائل وأشتال الأشجار إلى الأرض المستديمة مع مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، كما تُزرع البذور في المشاتل المحمية لحمايتها من أشعة الشمس والرياح الجافة، وتبدأ عمليات صرام التمور ونضج ثمار مثل الرمان والليمون.

ومنزلة “الجبهة” هي أربعة نجوم نيّرة معترضة من الجنوب إلى الشمال، والنجم الجنوبي منها أزرق اللون يشوبه بياض مضيء جداً من القدر الأول يُسمّى “المليك” أو “قلب الأسد”.

و”الصفرية” أو “الصفري” ـ وفقاً لإبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ـ تُعَدّ أولى مواسم الخريف، تليها “الوسم”، وتمتد من 6 سبتمبر/ أيلول إلى 15 أكتوبر/ تشرين الأول، وتُعَدّ المرحلة الانتقالية بين نهاية الصيف (القيظ) وبداية الشتاء.

ويُذكر أن “الصفرية” مشتقّة من “الصفر” أي البداية أو العدّ الأول، إذ كان العرب يُطلقون على أول الشيء “صفراً” أو “يُصْفِر”. كما قيل إنها سُمّيت بذلك لانطلاق موسم الارتحال من المحاضر إلى البوادي، حيث تخلو الديار (تصفر) بسبب ترحال الناس بحثاً عن المطر والكلأ.

وقال الجروان إن “الصفرية” تبدأ بعد طلوع النجم سهيل، وتليها المنازل القمرية الثلاث: الجبهة، الزبرة، والصرفة. ويُقال إن أول الصفرية هو طلوع سهيل، وآخرها طلوع نجم السماك أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، أما وفق حساب “الدرور” فتُحتسب الصفرية ضمن المائة الأولى من السنة الدرورية، بدءاً من طلوع سهيل وحتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، وتُعَدّ هذه المدة كلها من “صفري”.

ومع بداية الصفرية وحتى الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر/ أيلول، يستمر الحر لكن تتزايد الرطوبة العالية، ما يؤدي إلى تشكّل الضباب والندى في ساعات الصباح الباكر، كما تنشط الرياح الجنوبية الشرقية الرطبة، مما يساهم في تكوّن السحب الركامية التي تؤثر على المناطق الجبلية مثل جبال الحجر في الإمارات وعُمان، وجبال السروات جنوب السعودية واليمن.

ويُلاحظ برودة الأرض فجراً، وخصوصاً مياه البرك المكشوفة، مع بداية تحسّن الأجواء. وبحلول منتصف الصفرية (منتصف أكتوبر/ تشرين الأول) تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، وتُشعر البرودة فجراً، وتبدأ رياح “الأكيذب” بالنشاط، مما يُسرّع من تغيّر الأجواء، إضافة إلى هبوب الرياح الشمالية التي تجلب معها السحب من جهة الشمال.

ويزهر خلال الصفرية عدد من النباتات والأشجار البرية المحلية مثل: شوك الضب، والشفلح “اللصف أو الكبر”، والأشخر، والمرخ، والحنظل، والخريط، والعشرج، والسدر، والعوسج، والقطب، وبعض أنواع الطلح.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى