“منتدى هيلي” الدولي في أبوظبي.. إعادة رسم ملامح النظام العالمي

تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي لانطلاق النسخة الثانية من منتدى هيلي الدولي، يوم الإثنين المقبل، بمشاركة واسعة من قادة سياسيين وخبراء اقتصاديين ورواد فكر وأكاديميين من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المنتدى، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية تحت شعار “إعادة ضبط النظام العالمي: التجارة، التكنولوجيا، الحوكمة”، إلى إثراء النقاشات الإستراتيجية في دولة الإمارات، وتقديم إضافات علمية وبحثية، والإسهام في تحديد ملامح البيئة العالمية في ظل التحولات السريعة والعميقة التي تعيد تشكيل المشهد العالمي خلال المرحلة الحالية.
ويأتي اختيار شعار المنتدى هذا العام ليجسد الحاجة الملحة إلى التعامل مع عام حافل بإعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية، وتسارع الثورة التكنولوجية، وتتابع التغيرات الجيوسياسية، بحسب ما أورده الموقع الرسمي للمنتدى.
ويعكس المنتدى في نسخته لهذا العام إدراكا بأن النماذج التقليدية لم تعد كافية لمعالجة التحديات الجسام التي تواجه العالم حاليا، من الصراعات المحتدمة وتغير موازين القوى والهوة الرقمية، إلى حروب الرسوم الجمركية والتحولات في مجال الطاقة وتغير المناخ وغيرها.
ويستضيف المنتدى هذا العام نخبة من القادة ورواد الابتكار وصانعي السياسات لاستيعاب أبعاد هذا المشهد المتغير والإسهام في بناء نظام عالمي أكثر توازنا وترابطا، إذ يشارك فيه أكثر من ألف شخصية سياسية واقتصادية وأكاديمية، وأكثر من سبعين متحدثا من القادة والخبراء الدوليين، إلى جانب تمثيل لأكثر من ثلاثين دولة من مختلف القارات، وعقد أكثر من عشرين جلسة نقاشية تغطي محاور التجارة والتكنولوجيا والحوكمة.
ويركز منتدى هيلي الدولي هذا العام على ثلاثة محاور رئيسية تضم المحور الجيوسياسي، والمحور الجيواقتصادي والمحور الجيوتكنولوجي، وهي محاور اعتمدها المنتدى في نسخته الأولى، بوصفها إطارا يساعد على تقديم رؤية شاملة لواقع النظام الدولي وتحولاته وتأثيراته الاستراتيجية على مستقبل الدول وعلاقاتها.
حيث يهتم المحور الجيوسياسي، بالتعامل مع التحولات العالمية العميقة، في ظل احتدام التنافس بين القوى الكبرى، وتصاعد نفوذ القوى المتوسطة، وما تنطوي عليه «إعادة الهيكلة العالمية» من حالات عدم يقين، وإتاحتها في الوقت نفسه فرصاً لشراكات جديدة وإمكانات واعدة آخذة في التشكل في عالم متعدد الأقطاب.
أما المحور الجيواقتصادي، فهو يستكشف التغيرات الجوهرية التي يشهدها الاقتصاد العالمي في ظل ما تفرضه التجزئة والحمائية من تحديات في ظل عصر العولمة، والفرص المتاحة أمام من يمتلكون القدرة على الابتكار والتموضع الاستراتيجي، بما يُمكِّنهم من التعامل مع المشهد الاقتصادي المتطور.
ويغطي المحور الجيوتكنولوجي تأثيرات التقنيات التحويلية، مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والروبوتات، التي تعيد تعريف مفهوم القوة العالمية، والأمن الوطني، والتنافسية الاقتصادية، والعلاقات الجيوسياسية، بهدف تحقيق تنمية تكنولوجية عادلة، تُسهم في إرساء الاستقرار العالمي .
ويشارك في المنتدى عدد من الشخصيات الدولية رفيعة المستوى، من بينهم عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد والسياحة في دولة الإمارات، ولانا نسيبة مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، وكاثرين آشتون نائبة رئيس المفوضية الأوروبية سابقا، وعبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السابق، وناصر جودة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق في الأردن، وهوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي السابق، وتشانغ جيون الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والممثل الدائم السابق للصين لدى الأمم المتحدة، إلى جانب نخبة من الوزراء السابقين ورؤساء الحكومات والأكاديميين من الأردن والعراق والسودان ونيجيريا وكوريا الجنوبية ومالطا.
وكان مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، قد أطلق النسخة الأولى من “حوارات هيلي الإقليمية»” التي تُعد المنصة الدولية لـ«منتدى هيلي»، في 8 يوليو 2025، بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، تحت شعار “العلاقات الإماراتية – الأميركية اللاتينية.. مسارات واعدة”.
تجدر الإشارة إلى أن “مجموعة IMI الإعلامية” و”وكالة أنباء الإمارات” و”مركز الاتحاد للأخبار”، وهم الشركاء الإعلاميون الاستراتيجيون للنسخة الثانية من “منتدى هيلي”، الذي يستمد اسمه من منطقة هيلي الأثرية في مدينة العين، التي تعد ملتقى حضاريا وثقافيا وتجاريا يعود تاريخه إلى العصرين البرونزي والحديدي.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز