مثل الكتب القديمة.. سر «رائحة التقدم في العمر» بعد الأربعين

منذ سنوات، شبّهت مراهقة رائحة متاجر الملابس المستعملة برائحة كبار السن، وهو توصيف قد يبدو محرجًا أو من المحظورات الاجتماعية. لكن هذه الملاحظة البسيطة تحولت إلى محور اهتمام علمي.
بدأ الباحثون في دراسة ما يُعرف بـ”رائحة التقدم في العمر” بجدية متزايدة، للكشف عن أسبابها وعلاقتها بالتغيرات البيولوجية بعد سن الأربعين.
فقد كشف باحثون يابانيون منذ عام 2001 أن الأشخاص بعد سن الأربعين يفرزون مادة كيميائية تُسمى “2-نونينال”، مسؤولة عن رائحة دهنية وحامضة تشبه رائحة “الخيار الفاسد” أو “الكتب القديمة”. هذه المادة تنتج عن تكسّر الدهون في الجلد بسبب الإجهاد التأكسدي، الذي تزداد حدته مع تقدم العمر وانخفاض مضادات الأكسدة في الجسم.
الأمر لا يقتصر على الرائحة فحسب، إذ تشير دراسات حديثة إلى أن تراكم هذه المادة قد يسرّع أيضًا من شيخوخة الجلد ويضعف قدرته على التجدد. لكن الخبر السار أن التغذية قد تكون مفتاح الحل.
فبحسب الباحثة ليزلي كيني، مؤسِّسة مشروع “أكسفورد لطول العمر”، فإن تناول الفطر (خصوصًا الشيتاكي والمحاري) يساعد على التخلص من 2-نونينال بفضل احتوائه على مضاد الأكسدة القوي “إرغوثيونين”. كما أن الباذنجان الغني بالبوليفينولات، والفاصوليا الحمراء والسوداء، تساهم أيضًا في الحد من الرائحة والحفاظ على شباب البشرة.
دراسات أخرى وجدت أن مكملات مثل الإنزيم المساعد Q10، ومستخلصات ثمار الكاكي (البرسيمون)، قد تقلل من انبعاث هذه الرائحة.
ويرى الأطباء أن تبني نمط حياة صحي، يشمل الإقلاع عن التدخين وتقليل التوتر وتناول أغذية غنية بمضادات الأكسدة، لا يساعد فقط على إطالة العمر، بل أيضا على تجنب ما يُعرف بـ”رائحة الشيخوخة”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز