اسعار واسواق

«قلبي مكسور».. أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو تفقد صديقها الأقرب


أعلنت بريجيت باردو، نجمة السينما الفرنسية التي بلغت عامها التسعين، عبر منصّاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا صاعقًا هزّ كيانها: وفاة صديقها الأقرب، الصحفي الكبير كريستيان برينكور.

حملت كلمات بريجيت باردو ألمًا بالغًا: “إنه أمر فظيع! قلبي مكسور إلى ألف قطعة… لقد رحل صديقي، توأمي، ما برينك”، في إشارة إلى لقبه لديها.

صداقة استثنائية امتدت لسبعين عامًا

العلاقة بين باردو وبرينكور لم تكن عادية، بل امتدت لسبعة عقود كاملة. وصفته بأنه لم يكن مجرد صديق، بل “شقيق أكبر” وركيزة أساسية اعتمدت عليها في أشد مراحل حياتها صعوبة. اعتبرته “الصخرة” التي منحتها الحكمة والدعم خلال مسيرتها الطويلة في الدفاع عن البيئة وحقوق الحيوانات. رحيله بالنسبة إليها كان فقدانًا لجزء من ذاتها: “فقدت جزءًا مني معه”.

كريستيان برينكور.. الصحفي الميداني الشاهد على الحروب

برينكور، الذي توفي عن عمر ناهز 90 عامًا بعد معاناة طويلة مع السرطان، ترك أثرًا واضحًا في الصحافة الفرنسية. شغل منصب كبير المراسلين في باريس ماتش وقناة TF1، وغطّى بصفته صحفيًا ميدانيًا أبرز النزاعات العالمية: من حرب الجزائر، مرورًا بحرب فيتنام وحرب الأيام الستة، وصولًا إلى حرب الخليج. مسيرة جعلت اسمه شاهدًا على أحداث كبرى ووجهًا بارزًا في الصحافة المعاصرة.

فيلم وثائقي جديد يكشف جانبًا حميميًا من حياتها

تزامن هذا الفقد مع استعداد القاعات الفرنسية لعرض الفيلم الوثائقي “Bardot” في 17 سبتمبر/أيلول، بعد أن عُرض للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي في مايو/أيار الماضي. العمل يعرض لمحات خاصة من حياة باردو، حيث وافقت على تصويرها داخل منزلها، وإن كان بشكل مقتضب ومن الخلف، مع حضور صوتها الحالي في الخلفية. يضمّ الفيلم شهادات من شخصيات بارزة، منها الناشط البيئي بول واتسون، الصحفي هوغو كليمان، والمصممة ستيلا ماكارتني.

من نجمة الشاشة إلى صوت الطبيعة

ولدت باردو في باريس عام 1934، وسرعان ما أصبحت خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين رمزًا عالميًا للجمال والحرية وجرأة الشاشة الفرنسية. أفلامها، وعلى رأسها (“… وخلق الله المرأة”)، رسّخت مكانتها كأيقونة ثقافية ارتبط اسمها بتحولات اجتماعية بارزة في فرنسا ما بعد الحرب.

ومع بداية السبعينيات، قررت اعتزال السينما لتكرّس حياتها لقضايا البيئة وحقوق الحيوانات. عبر مؤسستها، خاضت معارك ضد الصيد الجائر، استغلال الحيوانات في السيرك، وتجارة الفراء، لتصبح من أبرز الأصوات العالمية في هذا المجال.

شخصية مثيرة للجدل وجرأة لا تنطفئ

على الرغم من كونها رمزًا فنيًا عالميًا، لم تتوانَ باردو عن التعبير عن مواقفها بوضوح، ما جلب لها انتقادات متكررة وحتى دعاوى قضائية. ومع ذلك، ظلّ اسمها حاضرًا في الوعي الجماعي الفرنسي والعالمي بوصفها صوتًا مستقلًا يجمع بين الرقة والشراسة.

حضور مستمر رغم تقدم العمر

بريجيت باردو

واليوم، وقد بلغت التسعين، لا تزال باردو تستقطب الاهتمام مع كل ظهور نادر لها. مشاركتها الأخيرة بصوتها في الفيلم الوثائقي “Bardot” مثال على استمرار حضورها في المشهد الثقافي الفرنسي. وبرغم الألم الذي خلّفه رحيل صديقها الأقرب كريستيان برينكور، تبقى باردو رمزًا مزدوجًا: نجمة سينمائية خالدة ومحاربة عنيدة من أجل الطبيعة والحياة.

بين مجد الماضي وثقل الحاضر

تعيش باردو مرحلة دقيقة تجمع بين إرثها السينمائي الكبير ونشاطها المتواصل في قضايا البيئة وحقوق الحيوانات، وفي الوقت نفسه تواجه مشاعر الفقد والوحدة. وبرحيل “ما برينك”، كما اعتادت أن تنادي صديقها، انطفأت قطعة جديدة من بريقها، لكنها تظل شاهدة بصوتها وصورتها على عقود من الحرية والجرأة، حتى وهي تودّع قائلة: “لقد أحببته كثيرًا… ورحل”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى