«موقف فاتر».. هكذا استقبلت الملكة إليزابيث مقترح تغيير قانون الخلافة

حتى وفاتها عام 2022، حرصت الملكة إليزابيث الثانية على طبيعتها المحافظة وعلى إبقاء مسافة مع أي إصلاح دستوري.
الملكة الراحلة لم تكن متحمسة بشكل خاص لتغيير قانون خلافة العرش الذي أُقر عام 2013، والذي ساوى بين الجنسين في حق توليه، بحيث يُصبح الابن الأكبر سواء كان ذكرا أو أنثى هو الوريث المباشر دون تمييز، وذلك وفقا لصحيفة “تليغراف” البريطانية.
ورغم أن الملكة إليزابيث لم تعارض الفكرة إلا أن مصادر حكومية أشارت إلى أنها تعاملت مع تغيير القانون بفتور، ولم تبد حماسة لها، وذلك بحسب ما كشفه كتاب جديد بعنوان “القوة والقصر” نقلا عن مصادر حكومية.
وطُرح القانون مبادرة من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون، الذي كان يسعى إلى الإعلان عنه خلال قمة الكومنولث في بيرث عام 2011، بعد زواج الأمير ويليام وكيت ميدلتون.
وفي ذلك الوقت، تواصل كاميرون مع رئيسة وزراء أستراليا جوليا غيلارد، مشيراً إلى أن الوقت مناسب لتعديل القانون استعداداً لأبناء الزوجين.
ورغم أن قصر باكنغهام لم يقف عائقاً، إلا أنه شدد على ضرورة ضمان موافقة كل دول الكومنولث الخمسة عشر الأخرى.
وأوضحت المصادر الحكومية أن القصر أرسل إشارات بأنه لن يعترض إذا كان هذا “خيار الحكومة المنتخبة”، لكنه في الوقت نفسه لم يبدِ حماساً.
أما الملك تشارلز الذي كان وليا للعهد آنذاك فقد أبدى اهتماماً بالغاً بالنقاشات الحكومية حول القانون، حتى أنه فاجأ مسؤولين حكوميين بأسئلة تفصيلية حول الخطة، معرباً عن قلقه من “التسرع” في إقرار الإصلاح حيث شعر بلاستياء بسبب عدم استشارته هو وابنه الأمير ويليام بشكل مباشر وذلك على الرغم من دعمه للمبدأ.
ولاحقا تم تسريب القصة إلى الصحافة وسط توترات في العلاقة بين الأمير آنذاك والحكومة، حتى أن كبير موظفي الحكومة جيريمي هيوود قال لأحد معاونيه إن تشارلز أصبح في “موقف حرج” بسبب هذا التسريب.
ولا يقتصر الكتاب على الإصلاحات الدستورية، بل قدم لمحات من حياة الملكة الخاصة وعلاقتها بأبنائها، فمثلا ذكر الكتاب أن الملكة إليزابيث الثانية تركت مأدبة رسمية مبكرا لمتابعة الأمير تشارلز في الليلية السابقة لامتحاناته وهو ما يكشف جانباً أمومياً دافئاً غير شائع عن الملكة المعروفة بالصرامة والانضباط.
كما يروي الكتاب حادثة تعود إلى مراهقة الملكة كاميلا، حين تعرضت لمحاولة اعتداء في قطار خلال ستينيات القرن الماضي لكنها تذكرت نصائح والدتها وضربت المعتدي بحذائها في منطقة حساسة، مما أدى إلى القبض عليه لاحقاً.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز