طلاء أحمر على «ساغرادا فاميليا».. صرخة بيئية تهز قلب برشلونة

شهدت مدينة برشلونة، اليوم الإثنين الموافق 1 سبتمبر/أيلول، مشهدًا غير مألوف بعدما أقدمت ناشطتان بيئيتان على رش واجهة كاتدرائية “ساغرادا فاميليا” الشهيرة بالطلاء الأحمر، في خطوة وصفتها جهات بيئية بأنها “صرخة تحذير” من تفاقم أزمة المناخ.
وقد جاء هذا التحرك الجريء للتنديد بما اعتبره النشطاء “تخاذلًا حكوميًا” في مواجهة تداعيات الكارثة البيئية، خاصة حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد خلال الصيف الحالي.
ردود فعل متباينة
الواقعة أحدثت انقسامًا حادًا بين من اعتبرها شكلًا مشروعًا من أشكال المقاومة المناخية، وبين من رأى فيها اعتداءً على أحد أبرز المعالم التاريخية في أوروبا. ورأى مراقبون أن الحادثة أعادت النقاش مجددًا حول الصراع بين المطالبة بإجراءات مناخية عاجلة والحفاظ على التراث الثقافي.
تفاصيل الحادثة وتصريحات المنظمة
في مقطع فيديو نشرته منظمة Futuro Vegetal عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهرت الناشطتان وهما تُوقَفان من قبل عناصر الأمن بعد أن سكبتا الطلاء على قاعدة أحد أعمدة الكاتدرائية، بينما كانتا تهتفان: “عدالة مناخية”، وفق ما نقلته إذاعة “20 مينيت” الفرنسية.
وفي بيان رسمي، قالت المنظمة: “بهذه الخطوة نُدين غياب التدابير الحكومية الجادة ضد أزمة المناخ، التي أسهمت في اندلاع الحرائق المدمرة عبر شبه الجزيرة الإيبيرية وأجزاء من القارة الأوروبية هذا الصيف”.
ساغرادا فاميليا ومعنى رمزي مضاعف
تُعتبر كاتدرائية ساغرادا فاميليا، التي أبدع في تصميمها المهندس المعماري أنطوني غاودي (1852 – 1926) وما تزال غير مكتملة حتى اليوم، أحد أكثر المعالم زيارة في مدينة برشلونة. وقد منح استهدافها في هذا الاحتجاج رمزية قوية بالنسبة للنشطاء البيئيين الذين سعوا إلى جذب الانتباه العالمي نحو ما يصفونه بالخطر المتصاعد لتغير المناخ.
حرائق أغسطس المدمرة
شهدت إسبانيا خلال أغسطس/آب موجة حرائق غابات مأساوية أسفرت عن مصرع أربعة أشخاص، وأتت على أكثر من 350 ألف هكتار من الأراضي الزراعية والغابية. وقد وصفت الحكومة اليسارية هذه الكارثة بأنها “إحدى أعنف الأزمات البيئية” التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة، مؤكدة ارتباطها المباشر بتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
احتجاجات سابقة مثيرة للجدل
منظمة Futuro Vegetal ليست غريبة عن مثل هذه التحركات، إذ سبق أن نظمت عشرات الفعاليات الاحتجاجية خلال الأعوام الماضية، وغالبًا ما اعتُبرت أفعالها تخريبية في نظر إدارات المتاحف والمؤسسات الثقافية. ففي عام 2022، أقدم ناشطوها على إلصاق أيديهم بالغراء على إطارات لوحات الرسام الإسباني الشهير فرانسيسكو دي غويا داخل متحف البرادو في مدريد، في مشهد أثار حينها موجة انتقادات واسعة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز