سبقت وعيد بن غفير.. الرياح تأتي بما لا يشتهيه «أسطول غزة»

قبل أن تنفذ إسرائيل تهديداتها بصدّ «أسطول غزة»، جاءت الرياح العاتية لتفرض كلمتها أولًا، مجبرة عشرات القوارب المحمّلة بالمساعدات والناشطين على العودة إلى ميناء برشلونة، في مشهد جمع بين وعيد السياسة وقسوة الطبيعة.
واضطر «أسطول الصمود العالمي» الذي يضم عشرات القوارب المتجهة إلى غزة محمّلةً بالمساعدات الإنسانية ونشطاء من مختلف دول العالم، إلى العودة أدراجه نحو ميناء برشلونة الإسبانية، مساء الأحد.
وقال المنظمون في بيان الاثنين: «أجرينا تجربة إبحار ثم عدنا إلى الميناء حتى تنتهي العاصفة. هذا يعني تأخير مغادرتنا لتجنب مشاكل محتملة للقوارب الأصغر»، مشيرين إلى أن سرعة الرياح بلغت نحو 56 كيلومترًا في الساعة. ولم يُحدَّد بعد موعد استئناف الرحلة.
«أسطول الصمود».. أهداف ومشاركون
الأسطول يضم نحو 50 سفينة، ويشارك فيه نشطاء من 44 دولة، من بينهم أسماء بارزة كالممثلة الأمريكية سوزان ساراندون، والممثل السويدي غوستاف سكارسغارد، والإيرلندي ليام كانينغهام، إضافة إلى الناشطة البيئية جريتا تونبرغ، والسياسية البرتغالية ماريانا مورتجوا.
ووفق المنظمين، يهدف التحرك إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 2007، وتوصيل مواد غذائية وإمدادات طبية إلى القطاع الذي يعيش تحت حرب مستمرة منذ قرابة عامين.
وعيد بن غفير.. خطة «الردع القاسي»
تأتي العودة الاضطرارية للأسطول في وقت توعّد فيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير باتخاذ إجراءات «غير مسبوقة» لردع المشاركين.
وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، عرض بن غفير خطة على الحكومة تتضمن:
احتجاز النشطاء في سجون إسرائيلية ذات ظروف مشددة (كتسيعوت ودامون).
المنع من الامتيازات المعتادة كالتلفاز والطعام الخاص.
المصادرة الكاملة للسفن وإعادة استخدامها من قبل أجهزة إنفاذ القانون.
وأكد الوزير أن أي تهاون سابق مع المشاركين لن يتكرر، مضيفًا: «يجب أن نخلق رادعًا واضحًا».
فيما أبدت منظمات حقوقية ودولية تخوفها من الخطة، معتبرةً أن ظروف الاحتجاز المقترحة قد تمثل انتهاكًا للقانون الدولي.
بينما تؤكد إسرائيل أن الحصار البحري «ضروري لوقف تهريب الأسلحة إلى حماس»، وتصف محاولات كسره بأنها «حملات دعائية».
محاولات سابقة لكسر الحصار
لم تكن هذه هي المرة الأولى. ففي يونيو/حزيران الماضي، اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة «مادلين» على بعد 185 كيلومترًا من غزة، ورحّلت 12 ناشطًا كانوا على متنها. وفي يوليو/تموز، تم توقيف نشطاء آخرين على متن سفينة «حنظلة».
أما المحاولة الأبرز فكانت عام 2010، عندما اقتحمت قوات إسرائيلية سفينة «مافي مرمرة»، ما أدى إلى مقتل 9 نشطاء أتراك على الأقل.
غزة.. حرب ممتدة وحصار خانق
يأتي هذا الحراك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 22 شهرًا، والتي أودت بحياة أكثر من 61 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة. فيما تؤكد إسرائيل أن الحرب اندلعت عقب هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1219 شخصًا.
وقال الناشط الفلسطيني سيف أبوكشك، أحد منظمي الأسطول من إسبانيا، إن الخطوة التالية تتطلب ضغطًا سياسيًا: «على القادة الأوروبيين التحرك للدفاع عن حقوق الإنسان وضمان مرور آمن لهذا الأسطول».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز