اسعار واسواق

خطاب الضحية واستغلال الأوضاع.. لعبة إخوان تونس للعودة


بأساليب متكررة، يواصل إخوان تونس استغلال التحديات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، لخلق حالة من التأزم في مسعى مكشوف لاستعادة نفوذ مضى


وتستغل حركة النهضة المثلة في إخوان تونس، الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لتأجيج الرأي العام وتوسيع رقعة تأثيره، سعيا لإعادة التموضع داخل المشهد السياسي الوطني.

ويقول مراقبون إن هذه الاستراتيجية تبدو واضحة في محاولات ربط الملفات المعيشية بالخطاب السياسي التحريضي، لاستثمار الغضب الشعبي في تحقيق تطلعات ضيقة.

رفيق عبد السلام، القيادي المعروف في النهضة ووزير الخارجية الأسبق، واصل نشاطاته خارج تونس بما يراه مراقبون مساهمات في تحريك مشهد الصورة العامة لصالح شبكات جماعية مرتبطة بالإخوان.

وفي الداخل لم تتوقف قيادات وأطراف محسوبة على التيار نفسه عن محاولات التضخيم والتشكيك، مستغلة أي قرار حكومي أو تحرك نقابي لخلق حالة قلق وتصعيد.

استغلال الأوضاع

فقد استغل البرلماني السابق ماهر مذيوب قرار وزارة الصحة بترشيد استهلاك الأدوية.

وفي رسالة درامية تهدف إلى تضخيم الواقع، نشر على صفحته في فيسبوك قائلا: “أهلنا وناسنا في تونس يمرون اليوم بأزمة خطيرة بسبب النقص في بعض الأدوية الأساسية. آلاف المرضى ينتظرون جرعة دواء تنقذ حياتهم أو تخفف آلامهم.. أي دواء تستطيعون توفيره وإرساله، قد يكون حياة لطفل، أو أم، أو أب، أو شيخ مريض”.

كما حاول الركوب على الخلاف بين السلطة والاتحاد العام التونسي للشغل، لتأجيج الأوضاع داخل البلاد.

ووصف المسيرات النقابية التي خرجت يوم 21 أغسطس/آب الماضي، بأنها “استفاقة حقيقية ضد هجوم شرس على الحقوق”، في إطار سعيه لتحويل الملف الاجتماعي إلى ورقة ضغط سياسية.

ورقة سياسية

ويرى المراقبون أن هذه الحملات جزء من استراتيجية متكاملة يتزعمها التنظيم من الخارج، وتُنفذ عبر أذرعه داخل المؤسسات الحيوية.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس في حديثه مع “العين الإخبارية” إن البلاد “تمر فعلا تمر بأزمة اقتصادية لكن أدويتها متوفرة خاصة وأن 60 بالمئة من حاجياتها من الأدوية محلية أي يتم تصنيعها في الداخل”.

وأكد أن الإخوان ينظمون حملات ممنهجة لتأليب الرأي العام عبر التضخيم الإعلامي وتوظيف الأزمات الاجتماعية كورقة سياسية، مشيرا إلى أن هذه الأزمات تم استخدامها لتأجيج الاحتجاجات وتحويلها إلى ضغط مباشر على الدولة.

وأضاف الرايس أن بعض الأطراف التابعة للإخوان تحرص على تأزيم العلاقة بين “اتحاد الشغل” والحكومة، وتدفع نحو التصعيد، مؤكدا أن الشعب التونسي يرفض التعامل مع هذه الأجندة، وأن محاولات ضرب الاستقرار ستبوء بالفشل.

وبالنسبة للمحلل السياسي نفسه، فإن “حركة النهضة الإخوانية انتهت في تونس”.

يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الرئيس التونسي قيس سعيد التصعيد ضد الإخوان واصفا إياهم بـ”الخونة”، ومؤكدا أن الشعب سيقف صامدا في وجه مناوئيه.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى