«خطر على أوروبا».. روسيا تحذر من «ضمانات أوكرانيا»

منعطف جديد دخلته الأزمة الأوكرانية مع تصاعد التصريحات الروسية والأمريكية حول مسار التسوية ومستقبل الضمانات الأمنية لكييف.
ففي الوقت الذي وصف فيه الكرملين المطالب الأوكرانية بالحصول على ضمانات بأنها «خطر على أوروبا»، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستواصل القتال لتحقيق أهدافها «عسكريًا» إذا فشلت المساعي الدبلوماسية.
فيما لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية فرض عقوبات جديدة على موسكو.
«تهديد للقارة»
المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وخلال مشاركتها في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك، اعتبرت أن الضمانات التي يسعى إليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «غير مقبولة على الإطلاق».
وأكدت زاخاروفا أنها «لا توفر أمنًا لأوكرانيا بقدر ما تشكل خطرًا على القارة الأوروبية».
هذا الموقف يعكس رفض موسكو القاطع لأي صيغة تقترب من التزامات دفاعية مشابهة لحلف الناتو قد تمنح كييف حماية عسكرية مباشرة.
بوتين: الحل العسكري خيار مطروح
من العاصمة الصينية بكين، حيث شارك في عرض عسكري ضخم إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، صرح بوتين بأن روسيا «تتقدم على جميع الجبهات» وأن الجيش الأوكراني يفتقر للإمكانيات لشن عمليات كبرى.
وأضاف: «إذا لم يتحقق اتفاق سلام، فعلينا أن نحل كل مسائلنا عسكريًا»، ملمحًا إلى أن خيار التفاوض لا يزال قائمًا، لكنه مشروط باعتراف أوكرانيا بالواقع الميداني الذي فرضته موسكو منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.
وفي واشنطن، أبدى ترامب خيبة أمل من بوتين، محذرًا من «حدوث أشياء» إذا لم تُظهر روسيا رغبة حقيقية في التوصل إلى تسوية.
وخلال استقباله الرئيس البولندي كارول ناوروتسكي، قال ترامب إن أي قرار روسي «سيجعلنا إما سعداء أو غير سعداء، وإذا لم نكن راضين، فستحدث تطورات ترونها قريبًا»، في إشارة إلى احتمال اللجوء إلى عقوبات إضافية أو ضغوط سياسية جديدة.
أوروبا بين الضغوط والمطالب
في المقابل، يسعى زيلينسكي إلى استثمار الدعم الأوروبي لتعزيز موقف بلاده. فقد التقى في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد استعداد الأوروبيين لتقديم ضمانات أمنية لكييف «فور توقيع اتفاق سلام».
وأعلن ماكرون أن العمل التحضيري على مستوى وزراء الدفاع الأوروبيين اكتمل، وأن تبنيه سياسيًا بات وشيكًا.
كما تستضيف باريس قمة لتحالف «الراغبين» الداعم لأوكرانيا، بمشاركة قادة أوروبيين وحلف شمال الأطلسي، على أن يليها اتصال مشترك مع ترامب، ما يعكس محاولات غربية متجددة لتنسيق المواقف والضغط على موسكو.
ميدان مشتعل
وعلى الأرض، تواصلت المعارك العنيفة، حيث قُتل 9 أشخاص وأصيب 7 آخرون في قصف استهدف مدينة كوستيانتينيفكا شرق أوكرانيا.
كما شنت روسيا هجومًا واسعًا بأكثر من 500 مسيرة وصاروخ استهدف غرب البلاد، متسببًا في انقطاع الكهرباء عن عشرات آلاف المنازل. في المقابل، أعلنت موسكو سيطرتها على نصف أراضي مدينة كوبيانسك، وعرضت أدلة مصورة لتقدم قواتها.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز