اسعار واسواق

هجومية «ترعب الخصوم».. إليك أقوى 3 غواصات نووية أمريكية


مع تصاعد التوترات الجيوسياسية من الشرق الأوسط إلى شرق أوروبا وصولا إلى بحر الصين الجنوبي، يظل الردع النووي حجر الزاوية في معادلة الأمن الدولي.

وفي هذا السياق، تحتل الغواصات النووية الأمريكية موقعًا بالغ الحساسية في ما يُعرف بالاستراتيجية النووية الثلاثية (Nuclear Triad) التي تقوم على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والقاذفات بعيدة المدى، والغواصات النووية المسلحة.

بيد أن هذه الأخيرة تمنح واشنطن ميزة حاسمة تتمثل في القدرة على تنفيذ ضربة نووية ثانية حتى في حال تعرض أراضيها لهجوم مباغت، بحسب مجلة ناشيونال إنترست. 

ورغم تربع غواصات الصواريخ الباليستية على قمة هذا الهرم، تظل الغواصات الهجومية من فئتي لوس أنجلوس وفرجينيا الذراع العملياتية الأكثر نشاطا وخطورة في البحر، حيث تجمع بين القدرة على الردع الاستراتيجي ومرونة خوض الحروب التقليدية.

لوس أنجلوس: إرث الحرب الباردة الذي لم يفقد قيمته



ظهرت غواصات لوس أنجلوس في أوج الحرب الباردة كأداة لمعادلة القوة البحرية السوفياتية المتنامية. صُممت هذه الغواصات بالأساس لتأمين مجموعات القتال الأمريكية وحماية حاملات الطائرات من أي تهديد تحت سطح البحر.

تتمتع كل غواصة بقدرة على حمل 12 أنبوب إطلاق عمودي لصواريخ توماهوك كروز، إضافة إلى طوربيدات ثقيلة من طراز مارك 48، ما يجعلها منصة هجومية متقدمة قادرة على استهداف البر والبحر على حد سواء.

وبفضل الدفع النووي، تستطيع هذه الغواصات البقاء في البحر لفترات زمنية طويلة، ما يمنحها قدرة على مراقبة الخصوم أو تنفيذ مهام قتالية دون الحاجة إلى التزود المتكرر بالوقود.

ومع تطور التهديدات، ظهرت النسخ المطوّرة المعروفة بـ 668 إس المطورة، والتي تتميز بقدرات التخفي وأنظمة قتال محسّنة، إضافة إلى قابلية العمل تحت الجليد.

هذه الخصائص منحت واشنطن ميزة عملياتية واضحة في البيئات القطبية التي أصبحت ساحة تنافس بين القوى الكبرى، لا سيما مع عودة روسيا لتكثيف وجودها في القطب الشمالي.

يُذكر أن البحرية الأمريكية تمتلك ما يزيد عن 60 غواصة من هذه الفئة منذ السبعينيات، لكن جرى إخراج العديد منها من الخدمة مع دخول فئات أحدث، فيما تبقى مجموعة منها قيد التشغيل حتى استبدالها تدريجيا بفئة فرجينيا.

فرجينيا: التكنولوجيا المتقدمة وسلاح المستقبل:

غواصة أمريكية من فئة لوس أنجلوس

أما غواصات فرجينيا، التي دخلت الخدمة منذ نحو ربع قرن، فهي تمثل الجيل الجديد من القوة تحت سطح البحر، ومن المتوقع أن تظل في الخدمة حتى منتصف القرن الحادي والعشرين على الأقل.

وبخلاف أسلافها، كانت هذه الفئة أول من جرى تصميمه باستخدام تقنيات التصور ثلاثي الأبعاد، ما أتاح خفض تكاليف الإنتاج وتطوير حلول تكنولوجية أكثر كفاءة.

تضم الغواصة 12 أنبوب إطلاق صواريخ عمودية وأربعة أنابيب طوربيد، إضافة إلى أنظمة سونار متطورة في نسخ بلوك 3 (Block III) وما بعدها، مع إدخال تحسينات في أنظمة الدفع والاتصالات والقدرة على التخفي الصوتي. هذه التقنيات تجعل من الغواصة أداة فائقة التطور في عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة، إضافة إلى دورها التقليدي في الاشتباك البحري.

أما النسخة المستقبلية بلوك 5 (Block V) فستضيف مقطعًا بطول 84 قدما، ما يمنح الغواصة قدرة على حمل صواريخ إضافية – بما في ذلك صواريخ فرط صوتية – أو تجهيزات مخصصة لحروب قاع البحر، مثل أنظمة الروبوتات تحت الماء أو مجسات الاستشعار بعيدة المدى.

بعبارة أخرى، تمثل فئة فرجينيا منصة متعددة المهام، قادرة على تنفيذ أدوار تمتد من الاستطلاع العميق إلى الهجمات الصاروخية بعيدة المدى، وصولا إلى عمليات خاصة يصعب تتبعها، وهو ما يجعلها أداة مرنة للرد على التحديات المعقدة في بيئة استراتيجية متغيرة.

أوهايو: العملاق الكامن في الأعماق

غواصة أمريكية من فئة لوس أنجلوس


ورغم التركيز على غواصات لوس أنجلوس وفرجينيا، فإن أسطول الغواصات الأمريكية لا يكتمل دون ذكر فئة أوهايو، التي تمثل العمود الفقري الحقيقي لقوة الردع النووي البحري الأمريكي.

هذه الغواصات، التي دخلت الخدمة منذ الثمانينيات، تُعد الأكبر والأكثر تسليحا في تاريخ البحرية الأمريكية.

كل غواصة من هذه الفئة قادرة على حمل 24 صاروخا باليستيا عابرا للقارات من طراز ترايدنت دي5، وهو صاروخ يبلغ مداه أكثر من 11 ألف كيلومتر، وقادر على حمل عدة رؤوس نووية موجهة بشكل مستقل.

هذه الترسانة تعني أن غواصة واحدة فقط من فئة أوهايو يمكنها توجيه ضربة نووية قادرة على تدمير دولة كاملة أو شل قارة بأكملها.

إلى جانب قوتها الصاروخية، تتميز غواصات أوهايو بقدرتها على البقاء في البحر لفترات تصل إلى 70 يوما متواصلة بفضل مفاعلاتها النووية، مع وجود طاقمين متناوبين (“أزرق” و”ذهبي”) لضمان استمرارية التشغيل.

كما أن مستوى خفائها الصوتي يجعل من الصعب على أي خصم تعقبها، ما يعزز مبدأ الردع القائم على الغموض الاستراتيجي.

ومع دخولها العقد الخامس من الخدمة، شرعت البحرية الأمريكية في برنامج استبدال تدريجي لها بغواصات جديدة من فئة كولومبيا، إلا أن غواصات أوهايو ستظل قيد التشغيل لسنوات قادمة، لما تتمتع به من موثوقية وقوة ردع لا نظير لها.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى