اسعار واسواق

نشر جنود في أوكرانيا.. معضلة سياسية تقسم ألمانيا


رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، لا تزال أوكرانيا بعيدة عن أي تسوية سياسية للحرب ومع ذلك فإن أي اتفاق محتمل سيضع ألمانيا أمام معضلة.

لا يزال الطريق طويلًا أمام أي اتفاق سلام في أوكرانيا، ومع ذلك يخوض الألمان نقاشا محتدما حول مشاركة قواتهم فيما يُعرف بـ”الضمانات الأمنية” لأوكرانيا والتي تعتمد على نشر قوات أوروبية على الأرض.

ويعد نشر قوات ألمانية في أوكرانيا أمرا بالغ الأهمية للمستشار الألماني فردريك ميرتس الذي يسعى إلى إعادة ترسيخ مكانة برلين في أوروبا وحول العالم وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وبعد حالة الضعف التي شهدها الجيش الألماني منذ نهاية الحرب الباردة، دفعت حرب أوكرانيا والانعزال الأمريكي وما تبعه من توترات عبر الأطلسي، برلين لإعادة بناء جيشها بإنفاق قياسي.

ورغم موافقة أغلبية الناخبين على خطط إعادة بناء الجيش بحسب استطلاعات الرأي إلا أن الألمان لا يزالون مُترددين إلى حد كبير في الخدمة في قواتهم المُسلّحة لذا فمن المُتوقع أن تُقدّم وزارة الدفاع خطة جديدة لإعادة العمل بنسخة مُخفّفة من التجنيد الإجباري.

يأتي هذا في الوقت الذي ألمح فيه ميرتس إلى أنه سيكون منفتحًا على إشراك القوات الألمانية في مهمة أمنية أوروبية في أوكرانيا، وهي الخطة التي يرحب بها عدد من القادة الأوروبيين لكنها تحظى بدعم أقل من الألمان بما في ذلك أعضاء حزب المستشار الألماني (الديمقراطي المسيحي).

وفي مقابلة مع برنامج “تيبل توداي” الألماني الشهر الجاري، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول إن نشر قوات أمنية ألمانية في أوكرانيا “من المرجح أن يُثقل كاهل” الجيش، الذي لديه بالفعل قوات متمركزة في ليتوانيا للحماية من أي هجوم روسي محتمل.

وقال مايكل كريتشمر، حاكم ولاية ساكسونيا الشرقية والذي يلعب دورًا قويًا في حزب ميرتس لمجلة “دير شبيغل” إن القوات المسلحة الألمانية “تفتقر إلى الموارد اللازمة” لضمان أمن أوكرانيا.

وأكد المتحدث باسم ميرتس أن الضمانات الأمنية يمكن أن تأتي بأشكال عديدة، بما في ذلك الدعم الجوي والتدريب الألماني للقوات الأوكرانية ومع ذلك لم تستبعد الحكومة وجود قوات ألمانية على الأرض.

وأثار موقف ميرتس انتقادات من حزب “البديل من أجل ألمانيا” من تيار أقصى اليمين والذي يعد أكبر حزب معارض في البرلمان، وتربطه علاقات وثيقة بروسيا.

وعبر حسابه على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، كتب الحزب “لن يستبعد ميرتس إرسال جنود ألمان إلى أوكرانيا.. لن يكون ذلك بمثابة حفظ سلام، بل تصعيد دائم ضد روسيا.. نحن واضحون: لن نرسلكم إلى أوكرانيا!” وأرفق الحزب المنشور بصورة مُولّدة بالذكاء الاصطناعي تسخر من المستشار الألماني.

المناقشات حول المشاركة الأوروبية في حفظ السلام بأوكرانيا ليست جديدة حيث أشار إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرة الأولى العام الماضي وهو ما رفضه المستشار الألماني السابق أولاف شولتز.

واكتسب المقترح زخما جديدًا بعد قمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في 15 أغسطس/آب الجاري والتي أحيت آمال السلام ثم تبعها اجتماع ترامب مع عدد من القادة الأوروبيين حيث ألمح ميرتس لاحتمال مشاركة قوات ألمانية في الضمانات الأمنية وهو ما يتطلب موافقة البرلمان.

وقال الخبير الأمني نيكو لانج، إن مثل هذه الخطوة تتوافق مع رؤية ميرتس لألمانيا أكثر قوة تقود أوروبا المستقلة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى