الإمارات تساند ألبانيا ‹ جريدة الوطن

“مستمرون في تقديم يد العون إلى جميع دول العالم وتقديم المساعدات التنموية والإنسانية وعمل الخير إلى جميع المجتمعات حول العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون”، كلمات مضيئة عبّر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، لتجسد نهجًا إنسانيًا متأصلًا أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورسّخته الإمارات كقيمة راسخة في سياستها ونهجها أمام العالم.
وخلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إلى جمهورية ألبانيا، استعاد رئيس الوزراء الألباني معالي إيدي راما ما قاله له سموه في لحظة إنسانية صادقة، قائلاً: “أخي… أنت وشعبك لستم وحدكم”. كلمات حميمة بثها صاحب السمو لتعبر عن عمق الموقف الإماراتي في التضامن وقت الأزمات، ولتمنح الأمل والطمأنينة لشعب ألبانيا بعد الزلزال المدمر الذي أصاب البلاد، وهي شهادة صادقة على أن الإمارات تفعل ما تقول، وتقول ما تفعل.
ويواصل هذا النهج الإنساني حضوره المتجدد عبر مبادرات لا تنقطع، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بفريق الإنقاذ الإماراتي، جهودها الدؤوبة في دعم جمهورية ألبانيا للسيطرة على حرائق الغابات المندلعة في مناطق متفرقة. تأتي هذه المبادرة في إطار العلاقات الثنائية القوية بين البلدين، وتجسيدًا لدور الإمارات الإنساني في تقديم المساعدة والإغاثة للدول الشقيقة والصديقة في أوقات الأزمات.
حيث عمل فريق الإنقاذ الإماراتي بكفاءة عالية على احتواء الحرائق والحد من انتشارها، وذلك بالتنسيق المستمر مع السلطات الألبانية المختصة. وقد شملت العمليات تنفيذ عدد كبير من الطلعات الجوية باستخدام طائرات متخصصة من طراز “بلاك هوك”.
وتضمنت هذه الطلعات الجوية مئات العمليات من الإسقاط المائي الدقيق على بؤر النيران، حيث تم استخدام كميات هائلة من المياه، مما ساهم بشكل فعال في إخماد الحرائق والحد من خسائرها. ورغم التحديات الميدانية التي يواجهها الفريق، مثل ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التضاريس في المناطق المتضررة، إلا أن الإصرار والمهنية كانا السمة الغالبة على أداء الفريق.
ونفذ فريق الإنقاذ الإماراتي أكثر من 419 عملية إسقاط مائي لإخماد حرائق غابات ألبانيا واستخدام اكثر من 734.000 كيلو غرام من المياه وذكر بأن الفريق الإماراتي يتكون من الطيارين وطاقم فني ولوجستي واداري وهذا ما صرح به محمد الشريف المتحدث الرسمي بإسم وزارة الدفاع.
واستكمالاً لهذه المهمة قام اللواء الركن عوض سعيد بن مصلح الاحبابي، قائد العمليات المشتركة، بزيارة إلى جمهورية ألبانيا لمتابعة سير عمل فريق الانقاذ الإماراتي حيث قام بجولة ميدانية والتقى بفريق العمل والمشاركين في عملية إطفاء الحرائق. كما استعرض خلال الزيارة التقدم المحرز والتحديات التي تم التغلب عليها، معبراً عن تقديره للجهود المبذولة من قبل جميع المشاركين في العملية.
وقد بدأ الفريق الإماراتي مهامه في ألبانيا تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، مما يؤكد على التزام دولة الإمارات بتقديم الدعم الإنساني والمساعدة للدول الصديقة في أوقات الشدائد.
وتعكس هذه الجهود الدور الريادي لدولة الإمارات في العمل الإنساني الدولي، وحرصها على تعزيز التضامن العالمي في مواجهة الكوارث الطبيعية.
إن الدور الذي يلعبه فريق الإنقاذ الإماراتي في ألبانيا لا يقتصر على إخماد الحرائق فحسب، بل يمتد ليشمل تبادل الخبرات وبناء القدرات المحلية في مجال إدارة الكوارث. هذه الجهود تعزز من مكانة دولة الإمارات كشريك موثوق به على الساحة الدولية، وتؤكد على التزامها بالمسؤولية المجتمعية العالمية.
تظل هذه العمليات مثالاً ساطعاً على التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية، وتأكيداً على أن التضامن الإنساني هو السبيل الأمثل لتجاوز الأزمات.