اخبار الامارات

«تريندز» يناقش دور مراكز الفكر ومساهمتها في تطوير الشراكة الأوراسية الكبرى ‹ جريدة الوطن

 

 

 

 

أبوظبي – الوطن:

ضمن جولته البحثية في روسيا، شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، عبر مكتبه الفعلي في روسيا، في أعمال منتدى «الشراكة الأوراسية الكبرى.. استراتيجية التنمية»، الذي عقدته المنظمة الدولية للتعاون الأوراسي «IOEC»، في العاصمة الروسية موسكو، مؤخراً، بمشاركة أكثر من 130 متحدثاً أكاديمياً من 55 دولة، وبحضور ألكسندر بانكين، نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي.

واستعرض الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، دور مراكز الفكر ومساهمتها في تطوير الشراكة الأوراسية الكبرى، حيث تلعب مراكز الفكر والبحوث دوراً تنموياً في صياغة المستقبل وبناء شراكات استراتيجية عابرة للحدود، من بينها الشراكة الأوراسية الكبرى.

وأكد أن العالم يعيش في خضم تحولات متسارعة ويزداد تشابكاً وتعقيداً على مختلف المستويات، فيما تتنامى التحديات المشتركة التي تواجه المجتمعات وتفرض تهديدات غير مسبوقة، ولكنها تتيح أيضاً فرصاً عظيمةً للتعاون والعمل والازدهار المشترك، لاسيما في ظل الثورة المعرفية والرقمية التي يشهدها العالم.

وأوضح الدكتور العلي أنه في ظل هذه التحولات، تزداد أهمية مراكز الفكر التي تجاوزت دورها، فلم تَعُد تقتصر على كونها مجرد كيانات بحثية فحسب؛ بل باتت تشكل جسوراً استراتيجية تصل بين صانعي القرار في الحكومات، وبين قطاع الأعمال، والمؤسسات الأكاديمية، فهي تمثل منصات تتيح تفاعلاً خلاقاً بين الرؤى والخبرات، وتعمل على تحويل الأفكار إلى سياسات قابلة للتطبيق.

وذكر أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يؤمن بأن المعرفة قوة ناعمة لا غنى عنها لتعزيز الاستقرار ودعم التكامل الإقليمي والدولي، ومن هنا يحرص المركز على تعزيز دوره كمنصة لتبادل المعرفة وتعزيز الثقة، من خلال توفير تحليلات مبنية على الأدلة والأسس والمناهج العلمية، ومقاربات تستند إلى البيانات الدقيقة.

وأشار الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» إلى أن الشراكة الأوراسية الكبرى، بمختلف أبعادها السياسية والاقتصادية، أصبحت تمثل أحد المشاريع الأكثر طموحاً في القرن الحادي والعشرين، وفي ظل عالم يزداد تنافساً واستقطاباً، تسعى هذه الشراكة إلى إعادة تشكيل التفاعلات بين قارات أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، لاسيّما أن العلاقات بين هذه المناطق باتت تتجاوز ما هو أوسع من التبادلات الاقتصادية والتجارية، وتتطلّع إلى مستوى استراتيجي يعزز من بناء مستقبل مشترك لمجموعة واسعة من البلدان المتنوعة.

وتابع: «لكي تنجح هذه الشراكة في تحقيق أهدافها الطموحة، لابد من وجود قاعدة معرفية صلبة تدعم كل خطوة من خطوات البناء والتطوير، وهنا تأتي أهمية مراكز الفكر، كمؤسسات معرفية وأدوات فاعلة، في توجيه الاستراتيجيات وتحليل الاتجاهات العالمية».

التنبؤ بالتحولات الاقتصادية

وقال الدكتور العلي إن مراكز الفكر، بفضل قدرتها على تقديم رؤىً عميقة وشاملة حول المستقبل، تلعب دوراً محورياً في التنبؤ بالتحولات الاقتصادية والسياسية، وبإمكانها تقديم سيناريوهات مرنة تسمح بتكيُّف هذه الشراكة مع التحديات المتغيرة، مبيناً أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يسعى إلى تعزيز حضوره في المشهد الأوراسي، من خلال إبراز دوره كمؤسسة فكرية رائدة في دراسات السياسات الأوراسية، وبناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات النظيرة في كل من الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومبادرة الحزام والطريق.

واختتم الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» كلمته بالقول إن الوقت قد حان لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون، من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع مراكز أبحاث ومؤسسات فكرية تتشارك الرؤى والأهداف، وتطور برامج بحثية مشتركة، وتنظم منتديات حوارية دورية، مما يعزز من فهم التحديات والفرص في الإقليم الأوراسي، وتدفع باتجاه سياسات أكثر توازناً وشمولاً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى