لحج اليمنية.. من قلب الحرب إلى بوابة الاستثمار الواعد
حققت محافظة لحج اليمنية قفزة تنموية نوعية بفضل احتضانها العديد من المشاريع الاستثمارية، وذلك رغم ظروف الحرب الحوثية والتحديات الخدمية في البلاد.
واستفادت المحافظة، التي تبلغ مساحتها نحو (12648) كيلومترا مربعا، منذ تحريرها من الحوثيين عام 2015، من موقعها المجاور لمحافظة عدن (العاصمة المؤقتة) ومن البيئة الأمنية المستقرة، في جذب المستثمرين لتصبح من أبرز المحافظات الجاذبة للمشاريع الإنمائية.
ووفقا لإحصائيات رسمية، جذبت المحافظة أكثر من 14 مشروعا استثماريا جديدا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة (2022-2025)، بقيمة إجمالية تجاوزت 82 مليونا و254 ألفا و168 دولارا أمريكيا، أي ما يعادل 133 مليارا و4 ملايين و991 ألف ريال يمني.
وتوزعت هذه المشاريع على قطاعات الصناعة، والخدمات السكنية، والسياحة، والزراعة. فيما تؤكد الهيئة العامة للاستثمار بمحافظة لحج أن هناك أكثر من 160 فرصة استثمارية واعدة في مختلف القطاعات.
قال مدير عام فرع الهيئة العامة للاستثمار بلحج، علاء إبراهيم، إن المحافظة سجلت 14 مشروعا استثماريا جديدا منذ عام 2022، وفرت نحو 981 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب فرص غير مباشرة متعددة.
وأكد أن “قيمة الموجودات الثابتة المعفاة بلغت أكثر من 89 مليار ريال، التزاما بقانون الاستثمار رقم 15 لسنة 2010”.
وتصدر القطاع الصناعي حجم الاستثمارات بـ9 مشروعات بلغت قيمتها 82 مليارا و988 مليون ريال، تلاه القطاع السكني بـ3 مشاريع قيمتها 33 مليارا و511 مليون ريال، وفقا لذات المصادر.
وأضاف: “القطاع السياحي حظي بمشروع واحد بلغت قيمته 3 مليارات و397 مليون ريال، فيما حصل القطاع الزراعي على مشروع واحد قيمته 13 مليارا و108 ملايين ريال”.
وأشار إبراهيم إلى وجود 3 مشروعات جديدة قيد التنفيذ، بينها مصنع حديث لإنتاج الثلج بالمدينة الخضراء بمديرية تُبَن، بكلفة مليارين و220 مليون ريال، سيوفر 32 وظيفة مباشرة.
كما يجري العمل على إعادة تأهيل وتشغيل مصنع معجون الطماطم بمدينة الفِيُوش بالمديرية نفسها، المتوقف منذ عام 1994، بجهود بذلتها السلطة المحلية في لحج مع شركة “الدَّرب” العالمية.
إلى جانب ذلك، استكملت تجهيزات مصنع “مُعمَّر” لإنتاج معجون الطماطم بمدينة الرباط بمديرية تُبَن، بكلفة 3 ملايين دولار أمريكي، وسيفتتح مطلع عام 2026. كما يجري التحضير لتشغيل مصنع “دومان” للألبان والأغذية بمدينة الرِّبَاط، بكلفة 25 مليون دولار، وسيوفر 100 وظيفة، والمتوقع تشغيله نهاية العام الجاري.
تمتلك لحج مقومات استثمارية ضخمة في قطاعات الزراعة، والثروة السمكية، والسياحة، والصناعات التعدينية، بفضل مساحاتها الزراعية الشاسعة في دلتا لحج ومنطقة الراحة، وتوفر المياه الجوفية، والبنية الطرقية، وسوق تصدير قريب عبر ميناء عدن.
كما تتميز بساحل استراتيجي بطول 220 كيلومترا ملائم لمزارع الأسماك وثلاجات الحفظ، إضافة إلى مواقع سياحية وتاريخية مثل قصر السلطان عبد الكريم بن علي العبدلي بمدينة الحَوطَة، وبساتين الحسيني، وحمامات شرعة والحويمي، فضلًا عن شواطئ ساحرة وثروات معدنية متنوعة (نحاس، ذهب، جرانيت، رخام، فلوريد)، إلى جانب منطقة صناعية مهيأة في “الرجاع” مرتبطة بالمنطقة الحرة بعدن.
وحصلت لحج على المركز الأول عربيا في الجودة الإدارية والترويج الاستثماري من جمعية إدارة الأعمال العربية. ووفقًا لمدير عام فرع الهيئة العامة للاستثمار بلحج، فإن السلطات توفر “خدمة النافذة الواحدة لتسهيل الإجراءات، وتوفير الأراضي المناسبة، والإعفاءات الجمركية والضريبية، فضلًا عن تسهيل دخول العمالة الأجنبية المتخصصة”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز
