خطة تيتية في ليبيا.. ترحيب رسمي وتهديد مليشياوي

أحدثت خارطة الطريق التي أعلنتها المبعوثة الأممية في ليبيا هانا تيتيه، أمام مجلس الأمن الدولي، ردود فعل مختلفة في الداخل الليبي.
إذ قفز إلى السطح ترحيب رسمي من العديد من الأطراف السياسية، فيما ضرب صاروخ مقر البعثة الأممية كرد فعل مليشياوي عنيف على الخطة، على ما يبدو.
“النواب” يرحب
رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، رحب في بيان رسمي بإحاطة تيتيه وثمَّن دعوتها الواضحة إلى تشكيل حكومة موحدة جديدة خلال شهرين، تتولى الإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، باعتبار ذلك خطوة أساسية نحو توحيد السلطة التنفيذية وتعزيز وحدة الصف الليبي.
وأكد صالح دعمه الكامل لهذه الدعوة، بما يضمن توحيد مؤسسات الدولة، وصون السيادة الوطنية، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الأمن والتنمية والازدهار.
من جانبها، رحبت الحكومة الليبية، المنبثقة عن مجلس النواب –مقرها بنغازي– بخارطة الطريق الأممية وضرورة تشكيل سلطة تنفيذية جديدة موحدة لكامل التراب الليبي، بما يضمن قيادة المرحلة المقبلة وتوحيد المؤسسات العامة للدولة، وصولاً إلى إنجاز الاستحقاقات الانتخابية العامة والبلدية.
وجددت الحكومة التزامها الثابت بمطالب أبناء الشعب الليبي، وأكدت وقوفها مع صوت وإرادة الشعب الداعية إلى تشكيل سلطة تنفيذية جديدة موحدة، بما يحقق تطلعاته في بناء دولة مستقرة تقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة.
وشددت الحكومة الليبية على استعدادها للتعاون مع كافة الأطراف الوطنية والدولية، بما يخدم مصلحة ليبيا العليا ويحفظ سيادتها واستقرارها.
موقف الدبيبة
وفي طرابلس، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، عبدالحميد الدبيبة، أن “أي خارطة طريق تدفع نحو الانتخابات وتوحيد جميع المؤسسات دون استثناء تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، غير أن الرهان الحقيقي يبقى على وعي الليبيين وإرادتهم الحرة”.
وتابع أن “التوافق على إنهاء الأجسام الموازية، وفق مرجعية الاتفاق السياسي وملاحقه، فهو أمر مرحَّب به، ويدعم مسار التوحيد”، لكنه “لا يجب أن يكون ذريعة لتأخير الانتخابات أو تعطيل إرادة الشعب”، على حد وصفه.
إرهاب مليشياوي
ولم تنتظر المليشيات المبعوثة الأممية لتدلي بإحاطتها أمام مجلس الأمن حتى تعلق على خارطة الطريق، حيث حاولت استهداف مقر البعثة الأممية في منطقة جنزور بالعاصمة طرابلس، بهجوم صاروخي.
ووفق ما أعلنت وزارة الداخلية بطرابلس في بيان لها، فإن الهجوم الذي شنه مجهولون باستخدام صاروخ نوع SPG، فشل، حيث أُطلق الصاروخ وأصاب أحد المنازل بمدينة جنزور من دون أن يسفر عن أية أضرار.
وأضافت أن القوات تمكنت من ضبط مركبة نوع تويوتا كامري موديل 2003، عُثر بداخلها على صاروخين إضافيين، بالإضافة إلى قاعدة الإطلاق الخاصة بالصاروخ المستخدم، مشيرة إلى أن الجهات المختصة تعمل على تحديد هوية المتهمين وتجري حالياً التحقيقات وجمع المعلومات اللازمة لضبطهم وتقديمهم إلى العدالة.
“بلا تأثير”
من جهتها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تلقيها تقارير تفيد بإطلاق صاروخ في محيط مجمعها أثناء إحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام، هانا تيتيه، أمام مجلس الأمن، ولم يتأثر مقر البعثة بالحادث.
وأعربت البعثة عن تقديرها ليقظة السلطات الأمنية الليبية وإجراءاتها السريعة لإجراء تحقيق شامل في هذا الحادث، وضمان استمرار أمن مقار الأمم المتحدة. وتؤكد البعثة مجدداً التزامها الثابت بدعم جهود ليبيا نحو السلام والاستقرار وسيادة القانون.
خارطة جديدة
ومساء الخميس، كشفت المبعوثة الأممية للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، عن خارطة طريق جديدة لحل الأزمة السياسية المستمرة في البلد منذ عقد ونصف.
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، قالت تيتيه إن الخارطة عملية متسلسلة وعبر مراحل وترتكز على ثلاث ركائز رئيسية، وتستمر لفترة ما بين 12 إلى 18 شهراً.
وأضافت تيتيه أن المرحلة الأولى تتمثل في إعداد إطار انتخابي سليم من الناحية الفنية وقابل للتطبيق سياسياً، يهدف لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، والثانية تتمثل في توحيد المؤسسات من خلال حكومة جديدة موحدة، والثالثة تشمل تدشين حوار يتيح المشاركة الواسعة لليبيين لمناقشة القضايا المختلفة وتعزيز الحوكمة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز