اسعار واسواق

ابن أغرق إمبراطورية أبيه.. سقوط مذهل لشركة هددت وجود IBM


قبل 33 عاما، وبالتحديد في مثل هذا اليوم عام 1992، تقدمت شركة وانغ، التي كانت يومًا ما تهيمن على عالم المكاتب من خلال أجهزة معالجة الكلمات، بطلب حماية من الإفلاس أمام المحكمة هربًا من دائنيها.

وروى تقرير نشره موقع “فايس” قصة شركة وانغ وقال إنه في سجل صناعة الحوسبة، تُروى العديد من القصص التي تتبع حبكة مألوفة: شركة تبتكر، تهيمن، ثم تفشل في مواكبة التغيير، فتنهار. وقال إن الشركة جمعت بين عبقرية المؤسس، وسوء تقدير لحظة التحوّل، والانغماس في مفهوم العائلة على حساب الكفاءة.

النشأة

وُلد مؤسسها “آن وانغ” في شنغهاي عام 1920، وجاء إلى الولايات المتحدة في زمن الحرب العالمية الثانية ضمن برنامج تدريبي. وسجل في هارفارد براءة اختراع لذاكرة النواة المغناطيسية، التي أصبحت لاحقًا حجر أساس في تقنيات الحوسبة الحديثة. ثم باع هذا الابتكار لشركة IBM مقابل نصف مليون دولار، مما أتاح له تأسيس شركته الخاصة التي نافست IBM لاحقًا.

وفي السبعينيات، برزت وانغ لابوراتوريز كاسم قوي في مجال الحوسبة المؤسسية، من خلال أجهزة الميني كمبيوتر المصممة لمكاتب الأعمال. ورغم أن هذه الأجهزة كانت لاتزال ضخمة مقارنة بالحواسيب الشخصية في الوقت الحالي، إلا أنها أحدثت ثورة في معالجة الكلمات وإدارة البيانات. وإحدى أشهر هذه الأجهزة، Wang 2200، كانت متينة ومرنة مقارنة بمثيلاتها من العصر ذاته مثل TRS-80.

وفي إطار منافستها المباشرة مع IBM، لم تتوان الشركة عن استعراض قوتها. ففي عام 1978، سبقت وانغ شركة أبل إلى سوبر بول بإعلان يُظهر IBM كعملاق يجب إسقاطه. وكان شعارها في إعلان 1985 صريحًا: “وانغ: نحن نستهدف IBM”. ونجحت هذه الحملات في رفع الوعي بالعلامة التجارية من 4% إلى 80% بين المديرين التنفيذيين في ظرف ستة أشهر فقط.

الخلل القاتل

لكن رغم نجاحاتها، بدأت ملامح الانحدار تظهر في الثمانينيات. أما السبب فكان إصرار المؤسس على توريث القيادة لابنه فريد وانغ، وذلك رغم تحفظات مجلس الإدارة على خبرته وقدرته القيادية. وعُيّن الابن رئيسًا للشركة عام 1986، في وقت كانت الشركة تتخبط في إطلاق منتجات غير جاهزة، منها جهاز طباعة رقمية متطور لم يرَ النور.

وخلال عامين فقط، تسببت إدارة فريد في خسائر تجاوزت 424 مليون دولار (ما يعادل نحو 936 مليون اليوم). واضطر آن وانغ إلى إقالة ابنه من منصبه قبل أن يتوفى المؤسس عام 1990، تاركًا شركته في خضم أزمة وجودية.

وفي عام 1992، أعلنت وانغ لابوراتوريز إفلاسها وخسر 5000 موظف وظائفهم. وفي حين لم تستطع الشركة مجاراة تحوّل السوق إلى المعالجات الصغيرة والحواسيب الشخصية، ظلت متمسكة بالميني كمبيوتر حتى النهاية. وبعكس شركات مثل أبل التي واصلت الابتكار رغم رحيل مؤسسيها، كانت وانغ تعتمد بالكامل على شخصية مؤسسها، ولم تتعافَ بعد رحيله.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى