سلاح حزب الله.. استنفار أمني في بيروت يُطوق «القمصان السود»

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت استنفارا أمنيا لساعة متأخرة من مساء السبت، بالتزامن مع مسيرات لمؤيدي “حزب الله” في مناطق نفوذه.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن مؤيدي الحزب نظموا مسيرات بالدرجات النارية رفضاً لقرار الحكومة بنزع سلاحه.
فزاعة حزب الله
ونشرت حسابات لوسائل إعلام محلية على منصة “إكس” تجمعات لمؤيدي الحزب يجوبون شوارع على الدرجات بخارية وهم يرفعون أعلام الحزب ويرتدون ملاب سوداء، فيما يعرف في لبنان بـ”مسيرات القمصان السود”.
وأشارت إلى أن المسيرات تركزت في شتورا بالبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
وبالتزامن مع تلك المسيرات، استنفرت القوات الأمنية اللبنانية وشوهد انتشار كثيفا لقوات الأمن والجيش في مناطق عدة بالعاصمة بيروت.
وأغلق الجيش اللبناني عدة طرق وحواجز في بيروت، خصوصا المؤدية إلى الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، التي تم إغلاق مداخلها بالأسلاك الشائكة.
وانتشر الجيش اللبناني بكثافة أمام مطار رفيق الحريري الدولي، وعند التقاطعات المؤدية إليه.
وذكر حساب مرصد الشمال للإعلام في لبنان أن الجيش عمل على “حصر المسيرات ضمن مناطق تواجد الثنائي الشيعي “حزب الله وحركة أمل” لتفادي أي احتكاك مع المكونات الأخرى”، لافتا إلى أنه “لوحظ تراجع كبير في حركة المسيرات المؤيدة لحزب الله، وذلك بالتزامن مع انتشار الجيش في معظم شوارع مدينتي بيروت وصيدا، بالإضافة إلى مناطق واسعة من البقاع”.
وأتت تلك التطورات في أعقاب مقتل 6 عسكريين على الأقل، في منطقة مجدل زون، وادي زبقين في قضاء صور، نتيجة انفجار ذخائر بوحدة من فوج الهندسة بالجيش في أثناء عمل أفرادها على سحبها وتعطيلها.
وقال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن “الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحّوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء (…) أكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقية وحارس حدوده الأمين”.
وقالت وكالة “فرانس برس” إن الحادث وقع داخل منشأة عسكرية تابعة لحزب الله.
وأوضحت، على لسان مصدر عسكري فضّل عدم الكشف عن هويته، أن “خمسة عسكريين (ارتفع العدد لاحقًا) قُتلوا في أثناء إزالة ذخائر وأعتدة غير منفجرة من مخلفات الحرب الأخيرة، داخل منشأة عسكرية تابعة لحزب الله”.
قطع الطرقات
ويأتي الحادث في لحظة توتر قصوى يشهدها لبنان في أعقاب قرار حكومي بسحب سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري، وهو ما رفضته قيادات نافذة في الحزب، قائلة إنه بمثابة “انتحار”، ومحذّرة من تداعيات داخلية.
وأوقف الجيش اللبناني في الأيام السابقة عناصر مؤيدة لحزب الله بعدما قطعت طرقات في عدد من البلدات اللبنانية، فيما دعت حركة أمل، الحليف الرئيسي للحزب، مناصريها إلى عدم الانضمام إلى دعوات التظاهر.
وفي غضون ذلك، أصدر الجيش اللبناني بيانًا قال فيه إنه “في ظل ما يواجهه لبنان من تحديات استثنائية في المرحلة الراهنة، ولا سيما استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكاته للسيادة الوطنية، إلى جانب الوضع الأمني الدقيق، ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين”، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وحذّرت قيادة الجيش المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج.
وأشار البيان إلى أن الجيش، إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز