القبة الحرارية تحاصر شرق المتوسط.. 8 دول عربية تواجه موجة حر قاسية (خاص)

تشهد منطقة شرق البحر المتوسط خلال الأيام المقبلة موجة حر إقليمية حادة وغير مسبوقة.
ويعزي خبير تحدث لـ”العين الإخبارية” هذا التأثير إلى تعاظم المرتفع شبه المداري الذي يؤجج ظاهرة تُعرف علميا باسم “القبة الحرارية”.
ويقول د.بيتر لونينغ، من معهد علوم المناخ بسويسرا، والذي أجرى دراسات على مناخ شبه الجزيرة العربية إن “القبة الحرارية تحدث عندما يتشكل مرتفع جوي قوي في طبقات الجو العليا، يعمل كغطاء يحبس الكتل الهوائية الساخنة تحتها”.
ويوضح أن “هذه الظاهرة تشبه قبة زجاجية تحبس الهواء الساخن فوق منطقة معينة، مما يمنع تبديد الحرارة صعودا ويؤدي إلى تراكم درجات حرارة مرتفعة في طبقات الجو السفلية، وهذا الحبس الجوي يولد موجة حر شديدة قد تستمر لأيام أو حتى أسابيع”.
ويضيف أنه “في حالة شرق المتوسط، فإن تزامن ارتفاع المرتفع شبه المداري مع نشاط ظاهرة القبة الحرارية سيؤدي إلى تدفق كتل هوائية ساخنة من الصحراء الكبرى والربع الخالي باتجاه المنطقة، مما سيسبب ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة تصل إلى مستويات غير مسبوقة في بعض المناطق”.
ومن المتوقع أن تمتد موجة الحر لتشمل ثماني دول عربية هذا الأسبوع، حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ50 درجة مئوية في مناطق واسعة بالعراق والكويت وشمال السعودية، مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة في العاصمة بغداد، وأجزاء من الكويت مثل الجهراء ومطار الكويت الدولي.
كما تمتد موجة الحر لتشمل بلاد الشام، حيث تسجل العواصم عمان ودمشق درجات حرارة تقارب 40 درجة مئوية، بينما تتراوح الحرارة في القدس حوالي 38 درجة، مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة في المناطق الداخلية من لبنان لتصل إلى 37 درجة مئوية، رغم أن الرطوبة المرتفعة على الساحل تزيد من الشعور بالحرارة.
وفي مصر، من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة الـ40 درجة مئوية في القاهرة، مما يزيد من حدة الطقس خلال أشهر الصيف الحارة.
ويُشير لونينغ إلى أن مثل هذه الموجات الحرارية تشكل جزءا من المناخ الطبيعي للحوض الشرقي للبحر المتوسط خلال فصل الصيف، وبالأخص في شهر أغسطس، الذي يعد من أكثر فترات العام حرارة وشدة في المنطقة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز