اسعار واسواق

أمريكا تحلق بـ«النسر المظلم».. صاروخ يكسر حدود الصوت ويرسم جغرافيا الردع


في سباق لا يعترف بالحدود، سجلت الولايات المتحدة إنجازًا غير مسبوق في ميدان الأسلحة الأسرع من الصوت؛ بنشرها لأول مرة صاروخًا بعيد المدى من طراز LRHW خارج أراضيها.

نشر السلاح الذي يُلقّب بـ«النسر المظلم»، ليس مجرد اختبار تقني، بل رسالة استراتيجية أطلقتها واشنطن من عمق أستراليا، في إطار مناورة «تاليسمان سيبر 2025»، على مقربة من سواحل الصين، حيث ترسم القوى الكبرى خرائط النفوذ المقبلة بسرعة تفوق الصوت ذاته.

سلاح لا يغير قواعد الاشتباك فحسب، بل يفرض واقعا جديدا في معادلات الردع والانتشار. ومع بلوغه مدى 1725 ميلاً، وقدرته على المناورة خلال التحليق بسرعات تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت، فإن LRHW لم يعد مجرّد تكنولوجيا فائقة، بل أداة جيوسياسية تحمل ملامح مرحلة تتشكل في ظل احتدام سباق التسلح العالمي.

وبحسب صحيفة «نيوزويك» الأمريكية، فإن نشر السلاح الأسرع من الصوت بعيد المدى (LRHW) كان جزءًا من مناورات «تاليسمان سيبر 2025»، وهي مناورة متعددة الجنسيات استضافتها أستراليا في يوليو/تموز الماضي، حيث أجرت الولايات المتحدة مناورة حية باستخدام نظام الصواريخ متوسط المدى (MRC) .

ما أهمية الخطوة؟

تقول الصحيفة الأمريكية، إن الأسلحة الأسرع من الصوت قادرة على الطيران بسرعة 5 ماخ أو أسرع ، أي أكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت. وعلى عكس الصواريخ الباليستية التي تتبع مسارًا متوقعًا، فإن هذا النوع من الأسلحة فائقة السرعة والمبتكرة قادر على المناورة أثناء الطيران، مما يجعل اعتراضه صعبًا.

وأعلنت كل من روسيا والصين، المنافسين الرئيسيين للولايات المتحدة، وخصومها الإقليميين مثل كوريا الشمالية وإيران، أنهم طوروا ونشروا صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وقال خبير في الأسلحة في تصريحات سابقة لمجلة نيوزويك بأنه «لا أحد يريد الانسحاب» من سباق التسلح هذا.

وفي مواجهة التهديد المتزايد بسرعة للأسلحة الأسرع من الصوت، يعمل الجيش الأمريكي على تعزيز وضعه الدفاعي، بما في ذلك ترقيات رادار الدفاع في المناطق الطرفية عالية الارتفاع لتتبع الصواريخ الأسرع من الصوت وإجراء اختبارات اعتراض محاكاة .

ماذا نعرف عن عملية نشر «النسر المظلم»؟

قال مكتب الشؤون العامة للجيش الأمريكي في المحيط الهادئ، إن إحدى وحداته – قوة المهام المتعددة المجالات الثالثة ومقرها هاواي (3MDTF) – نشرت نظام LRHW خارج الولايات المتحدة القارية لأول مرة، حيث تم نشره في الإقليم الشمالي بأستراليا.

وبحسب صور نشرت يوم السبت، فإن عملية النشر، التي تهدف إلى إظهار ما وصفه الجيش بأنه «قدرة على تغيير قواعد اللعبة»، جرت في وقت مبكر من التاسع من يوليو/تموز وشمل ما لا يقل عن اثنين من قاذفات الصواريخ في موقع غير معلن عنه في الإقليم الشمالي.

تعرف إلى «النسر المظلم»:

وقال الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ في بيان صحفي إن

  •  LRHWقادر على تنفيذ ضربات دقيقة على «مسافات طويلة، والاستفادة من سرعات تفوق سرعة الصوت»
  • أظهر قدرة على التكيف والابتكار استجابة للتحديات الأمنية المتطورة خلال هذا الانتشار.
  • يبلغ مدى نظام الصواريخ، 1725 ميلًا،
  • كل وحدة من وحدات LRHW، المعروفة باسم البطارية، مُجهزة بأربع منصات إطلاق قادرة على استيعاب ما مجموعه ثمانية صواريخ.
  • نظام الأسلحة فيه يعمل بمثابة «نظام سلاح هجومي استراتيجي» مصمم لهزيمة قدرات منع الوصول/منع المنطقة (A2/AD)، وقمع نيران العدو بعيدة المدى، والاشتباك مع أهداف أخرى عالية العائد أو أهداف حساسة للوقت.
  • تمنع قدرات منع الوصول إلى المناطق (A2/AD) العدو أو تحد من قدرته على دخول منطقة معينة والعمل فيها.
  • سلاح فرط صوتي بعيد المدى للجيش الأمريكي

وقال الأدميرال صموئيل جيه بابارو، قائد القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في بيان صحفي يوم السبت : “إن نشر نظام LRHW في أستراليا يمثل إنجازًا مهمًا للقيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لأنه يثبت قدرة الجيش على نشر النظام وتحديد موقعه وممارسة القيادة والسيطرة (C2) عليه في بيئة متقدمة».

فيما أضاف العقيد ويد جيرمان، قائد قوة المهام المتعددة المجالات الثالثة في الجيش الأمريكي، في بيان صحفي: أن «نشر نظام LRHW في أستراليا يمثل إنجازًا رئيسيًا للجيش ويظهر قدرتنا على نشر وتشغيل القدرات المتقدمة بسرعة لدعم حلفائنا وشركائنا».

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

يبقى أن نرى ما إذا كان الجيش الأمريكي سينشر LRHW في الدول الحليفة القريبة من الصين – مثل اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين – بعد انتهاء المناورة الحربية التي استضافتها أستراليا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى