اسعار واسواق

ترسانة نووية لا تقهر.. «استراتيجية صينية» لتفادي كل الحروب


كشف تقرير صادر عن مركز أبحاث أمريكي أن الصين تسعى من خلال تطويرها السريع لترسانتها النووية إلى ردع خصومها، بغرض تحقيق تفوق

 استراتيجي دون اللجوء إلى صدام مباشر.

وبحسب التقرير الصادر عن معهد هادسون في واشنطن العاصمة، تستخدم بكين قوتها النووية المتنامية كأداة لبثّ تأثيرات سياسية ونفسية عميقة لدى خصومها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة،  وهو ما من شأنه أن يترجم إلى مكاسب استراتيجية وعسكرية كبيرة.

ويؤكد التقرير أن هذا النهج لا يهدف بالضرورة إلى خوض نزال نووي مباشر، بل إلى كسر إرادة الخصوم والحد من تحركاتهم، بحسب مجلة “نيوزويك”. 

من جانبها، أكدت سفارة الصين في واشنطن لمجلة “نيوزويك” أن بكين تلتزم بـ”استراتيجية نووية دفاعية”، مشيرة إلى أنها “تحافظ على ترسانتها النووية عند الحد الأدنى المطلوب لأمنها القومي”، و”لا تنخرط في سباق تسلح”. وأعادت التأكيد على سياسة “عدم الاستخدام الأول” للسلاح النووي تحت أي ظرف، مشيرة إلى أن الصين الدولة النووية الوحيدة التي تتبنى هذا المبدأ دون شروط.

لكن تصريحات السفارة الصينية تتعارض مع ما تشير إليه التقديرات الأمريكية والدولية، حيث تؤكد أرقام وزارة الدفاع الأمريكية و”معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” أن الصين تمتلك حاليًا ما لا يقل عن 600 رأس نووي — بزيادة قدرها 100 رأس خلال عام واحد فقط. وتشير التوقعات إلى أن بكين قد تتجاوز حاجز الـ1000 رأس نووي بحلول عام 2030، ما يجعلها تقترب من نادي الكبار النووي، وإن كانت لا تزال متأخرة خلف موسكو وواشنطن من حيث الحجم.

تحديث عسكري بأوامر رئاسية

ويأتي التوسع النووي الصيني ضمن خطة شاملة لتحديث الجيش، حيث أصدر الرئيس شي جين بينغ أوامر بتسريع تطوير “قوات الردع الاستراتيجي”، في وقت ترى فيه بكين أنها “أُجبرت” على الانضمام إلى النادي النووي الحصري كرد فعل على “التهديدات النووية”، ولإنهاء “الاحتكار النووي” ومنع نشوب حروب كارثية.

ويرى معدّا التقرير، جون لي، الزميل البارز في معهد هادسون، ولافينا لي المحاضِرة في جامعة ماكواري الأسترالية، أن النهج الصيني الجديد يعكس مفاهيم “متطورة” لدى بكين حول الاستقرار والردع الاستراتيجي، حيث لم تعد هذه المفاهيم تقتصر على منع الحرب، بل باتت تشمل أيضًا كبح تحركات الخصوم وفرض أجندة سياسية لصالح الصين.

ضغط نفسي على الحلفاء

ويؤكد التقرير أن الترسانة النووية الصينية باتت تُستخدم كأداة لضرب استراتيجيات وخطط الخصوم، واستهداف تحالفاتهم. وقد أشار إلى الفلبين، واليابان، وكوريا الجنوبية كنماذج للدول التي قد تكون عرضة لهذا الضغط النفسي.

ففي اليابان، التي تعتمد على “المظلة النووية الأمريكية” لحمايتها، حذّر التقرير من أن التحديث النووي الصيني سيفاقم الشعور بعدم الأمان، ويقوّض ثقة طوكيو في واشنطن، الأمر الذي قد يُضعف من فعالية التحالف بين البلدين.

أما كوريا الجنوبية، والتي تركز بشكل أساسي على التهديد النووي من جارتها الشمالية، فلا تعتبر التحديث النووي الصيني تهديدًا مباشرًا حتى الآن. إلا أن التقرير يحذر من احتمال لجوء بكين إلى “التهديدات النووية الضمنية” في حال وافقت سول على استضافة أسلحة نووية أمريكية على أراضيها.

تايوان في قلب المعادلة

وخلص التقرير إلى أن مسارعة الصين في تحديث ترسانتها النووية ينبغي أن يُقابل بردع تقليدي فعال من الولايات المتحدة وحلفائها. وقال التقرير: “كلما أسرعت الصين في تحديث قدراتها النووية، على واشنطن وشركائها أن يوضحوا لبكين أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تسريع إعادة تسليحهم، وجعل أي محاولة صينية لغزو تايوان أكثر كلفة وأقل احتمالًا للنجاح”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى