ويتكوف في إسرائيل.. والجوع يفتك بغزة

وصل الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الخميس، إلى إسرائيل، فيما لا يزال الجوع يفتك بالمزيد من الفلسطينيين بغزة المدمرة.
وتهدف زيارة ويتكوف لـ”مناقشة المراحل المقبلة” للحرب في غزة مع تل أبيب، وذلك في ظل ضغط دولي غير مسبوق لعدد متنام من الدول التي تعهدت بالاعتراف بدولة فلسطين.
وبعد 22 شهرا من الحرب على حماس، بات قطاع غزة المدمر مهددا بـ”مجاعة شاملة” بحسب الأمم المتحدة، خصوصا أنه يعتمد بشكل أساسي على مساعدات إنسانية تنقلها شاحنات أو يتم إلقاؤها من الجو.
وتؤكد مصادر فلسطينية أن القتلى الذين يسقطون بالنيران أو القصف الاسرائيلي باتوا يوميا بالعشرات.
وصباح الخميس، أفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن ثلاجة مستشفى الشفاء في شمال غزة كانت تضيق بعشرات الجثث التي تعود غالبيتها إلى رجال قضوا الأربعاء بالرصاص فيما كانوا ينتظرون شاحنات تنقل مساعدات، بحسب عائلاتهم.
وأفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأن 90 فلسطينيًا على الأقل قُتلوا الليلة الماضية بنيران إسرائيلية، بينهم نحو 58 شخصًا أُطلق عليهم الرصاص خلال محاولة وكالات الإغاثة إيصال قافلة مساعدات غذائية حيوية للسكان.
وبحسب مراسل وكالة فرانس برس وشهود عيان، دخلت الشاحنات عبر حاجز زيكيم العسكري الإسرائيلي في طريقها إلى مستودعات تابعة لمنظمتي “المطبخ المركزي العالمي” وبرنامج الأغذية العالمي في مدينة غزة.
وقد اندفع آلاف السكان لاعتراض الشاحنات قبل أن تتابع طريقها نحو المستودعات، وحصل إطلاق نار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن لا علم له بسقوط قتلى في الحادث، لكنه أقرّ بأنه أطلق “طلقات تحذيرية” بينما كان الغزيون يتجمعون حول الشاحنات.
وبسبب القيود الإعلامية في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق، لا تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الأرقام أو التفاصيل التي أوردها الدفاع المدني أو أطراف أخرى.
واعتبرت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، أن ظروف توزيع المساعدات على سكان غزة “غير كافية الى حد بعيد”، في ظل تعرض العديد من الشحنات التي تقلها لعمليات نهب.
والخميس، دعت وزارة الصحة في غزة السكان إلى بذل ما في وسعهم لحماية وصول قوافل المساعدات والأدوية بشكل آمن.
“استسلام حماس”
بعيد وصوله، التقى الموفد الخاص للرئيس دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب مكتب الأخير.
ونشر مكتب رئيس الوزراء صورتين لنتنياهو وفيتكوف وهما يتحدثان في مكتب رئيس الوزراء، لكنه لم يكشف على الفور عن تفاصيل الاجتماع.
وألقى كلٌّ من ترامب وويتكوف ونتنياهو باللوم على تعنّت حماس في تعثر المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر. ومع ذلك، من المتوقع أن يضغط المبعوث الأمريكي على نتنياهو لتقديم تنازلات أملاً في إعادة المفاوضات إلى مسارها الصحيح.
وكتب ترامب صباحا على منصته تروث سوشال، يقول إن “الوسيلة الأسرع لوضع حد للأزمة الإنسانية في غزة هي أن تستسلم حماس وتفرج عن الرهائن”.
وكان ترامب أعرب عن قلقه بداية هذا الأسبوع من “مجاعة حقيقية” في غزة، في موقف لا يتقاطع إلى حد بعيد مع حليفه نتنياهو.
وقبيل وصول الموفد الأمريكي، تظاهر عشرات من الأمهات وأقرباء الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس أمام مكتب رئيس الوزراء.
وكرر المتظاهرون مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالتوصل إلى “اتفاق شامل” يضمن الإفراج عن 49 رهينة لا يزالون في غزة، بينهم 27 أعلن الجيش الإسرائيلي وفاتهم.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر/ تشرين أول 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال الهجوم، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قضوا.
وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس ارتفاع حصيلة قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 60249 شخصا.
وأوردت الوزارة أيضا أن 9081 شخصا قتلوا منذ استأنفت اسرائيل عملياتها العسكرية بالقطاع في 18 مارس/ آذار الماضي، فيما ارتفع عدد القتلى من منتظري المساعدات إلى 1330.
كندا والاعتراف بفلسطين
تأتي زيارة ويتكوف لإسرائيل بعد نحو أسبوعين من فشل مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، ترعاها الولايات المتحدة وقطر ومصر، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
والأحد الماضي، أعلنت الحكومة الإسرائيلية إيقافا محدودا للعمليات العسكرية للسماح بايصال المساعدات إلى القطاع المنكوب، حيث يعيش 2,4 مليون فلسطيني.
وحيال “العجز المستمر” لإسرائيل عن الحؤول دون وقوع كارثة إنسانية في غزة، أعلنت كندا الأربعاء نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، محتذية بما سبق أن أعلنته فرنسا والمملكة المتحدة.
ونددت إسرائيل بـ”حملة ضغط دولية مشوهة” غايتها “مكافأة حماس والإضرار بالجهود الهادفة إلى التوصل لوقف النار في غزة”.
ولاحقا، وتحديدا اليوم الخميس، أعلنت البرتغال أيضا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين بالأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول القادم.
وذكرت الصحافة الإسرائيلية أنه في حال أقر ويتكوف بأن المحادثات مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وصلت إلى طريق مسدود، فإن نتنياهو سيضغط من أجل دعم أمريكي لحملة ترحيل جماعي لفلسطينيي غزة.
وبحسب التقارير المنشورة، سيتم طرد مئات الآلاف الغزيين من القطاع، وستتولى الولايات المتحدة التفاوض مع دول ثالثة في المنطقة للموافقة على استقبالهم.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز