مرايا الفراعنة تتحدث من جديد.. كشف أسرارها دون خدش بريقها

كشفت دراسة علمية جديدة أسرار تصنيع مرايا فرعونية باستخدام تقنية غير تدميرية تحافظ على شكلها الأصلي.
- سر النحاس الفرعوني.. تقنيات تصنيع مذهلة قبل 3 آلاف عام
ومثّلت دراسة المرايا الفرعونة تحديا طويل الأمد أمام علماء الآثار والمواد، بسبب الخشية من الإضرار بجمالها أو سلامتها البصرية، وهو ما تغلبت عليه الدراسة المنشورة بدورية ” جورنال أوف أركيلوجيكال ساينس”.
واقتصرت الدراسات السابقة على إجراء تحاليل معدنية على المرايا، لكن إعادة بناء سلسلة التصنيع الكاملة لهذه القطع الأثرية الدقيقة، كان يتطلب أكثر من مجرد بيانات تركيبية سطحية. واعتمدت الدراسات التقليدية السابقة على تقطيع العينات بشكل مرئي مدمّر (مثل المقاطع العرضية على شكل “V”، وهو خيار لا يُفضَّل مع مرايا كاملة ومصقولة تمثل كنوزًا فنية وتاريخية لا تُقدّر بثمن.
تقنية مستوحاة من دراسة النقود القديمة
استجابة لهذا التحدي، لجأ الباحثون إلى منهجية جديدة تعتمد على تقنيــة “كشط الحواف العميق” (deep-field edge abrasion)، وهي تقنية مستوحاة من الدراسات المعدنية التي أُجريت على العملات القديمة. ومن خلال دمج هذه التقنية مع التحليل الدقيق بواسطة المجهر الإلكتروني الماسح والتحليل الطيفي بالأشعة السينية (SEM-EDX)، تمكن الفريق من استخراج معلومات تركيبية وبنيوية دقيقة من دون الإضرار بمظهر المرايا أو سلامتها.
المرايا تتحدث بلا خدش
تم تطبيق هذه المنهجية على أربع مرايا فرعونية تختلف من حيث الحالة والحجم والشكل، وتمّت مقارنتها بالتحاليل التقليدية التي أُجريت في تسعينيات القرن الماضي على نفس القطع. والنتيجة؟ بيانات دقيقة ومتقدمة دون الحاجة إلى أي تدخل بصري مؤذٍ.
وتُثبت هذه الدراسة أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تتعامل باحترام مع التراث، وأنه لا حاجة للتضحية بجمال القطعة الأثرية من أجل سبر أغوارها العلمية.
لمحة إلى الماضي دون تشويه
وبدوره يثني محمد أمين، باحث الآثار بجامعة إلمنيا على هذا النهج، قائلا للعين الإخبارية، إن ” المرايا في مصر القديمة لم تكن مجرد أدوات زينة، بل كانت تحمل رمزا دينية وثقافية، وتمثّل مفاتيح لفهم الحياة اليومية ومفاهيم الجمال لدى المصريين القدماء”.
ويضيغ أن ” بفضل النهج غير المدر الذي اعتمتده الدراسة، يمكن للعلم أن يفتح أبواب الماضي دون أن يُغلق نوافذ الجمال”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز