زيزو سار وراء المال.. والزمالك ليس له ظهر

يعد أحمد حسام ميدو أحد نجوم الكرة المصرية على مر تاريخها، سواء خلال مسيرته كلاعب، أو في مختلف مجالات اللعبة بعد الاعتزال.
ابن الزمالك المصري السابق كان أحد النجوم المصريين الذين كتبوا تاريخا خاصا في ملاعب أوروبا، في فترة كان فيها عدد المحترفين من بلاد الفراعنة محدودا، وهو ما منحه لقب “العالمي”، بعد المسيرة الحافلة التي كتبها في ملاعب القارة العجوز.
طرق ميدو أبواب الاحتراف في سن صغيرة عبر بوابة جنك البلجيكي، وعمره نحو 17 عاما، قبل ان ينتقل منه إلى العملاق أياكس أمستردام الهولندي، وتبدأ بعدها مسيرته الحافلة التي مر خلالها على سيلتا فيغو الإسباني ومارسيليا الفرنسي وروما الإيطالي قبل ان يتجه إلى الدوري الإنجليزي.
بدأت مسيرة ميدو بالبريميرليغ عبر بوابة توتنهام، قبل ان ينتقل لميدلسبره ثم ويغان، الذي عاد منه لفترة قصيرة إلى الزمالك، قبل أن يستأنف مسيرته الاحترافية من بوابة وست هام، ثم يعود لأياكس مجددا والزمالك، قبل أن يختتم مسيرته في بارنسلي الإنجليزي.
ابتعد ميدو عن كرة القدم كلاعب، لكنه ظل معها عبر بوابات أخرى، كمحلل وكمدرب وإعلامي رياضي وكعضو مجلس إدارة وغيرها من الأعمال التي تتعلق كلها بشغفه الأول، ومعشوقته الدائمة كرة القدم.
ميدو لديه أحلام كبيرة بأن يرى الكرة المصرية بشكل عام، وناديه الزمالك بشكل خاص، من القوى الكروية المتقدمة محليا وإقليميا وعالميا، ومن أجل ذلك لا يتوانى عن الحديث وتوجيه الانتقادات وكشف الأخطاء أملا في تحسن الأوضاع، وهو ما جعله في كثير من الأحيان عرضة للهجوم من ذوي الحسابات الخاصة.
“العين الرياضية” التقت بميدو في حوار خاص من أجل الحديث عن اهم القضايا في الكرة المصرية بشكل عام، وفي نادي الزمالك بشكل خاص، وتفسير بعض الأمور والأزمات التي ارتبط اسمه بها، ليفجر العديد من المفاجآت، ويضرب في كل الاتجاهات.. فماذا قال؟
ميدو 7 صنايع
في البداية أكد ميدو رفضه لمن ينادون بعدم العمل في أكثر من مجال، حيث قال: “أنا أعمل في أكثر من مجال وأحب كل المجالات التي أعمل فيها، لأنني لا أستطيع أن أعمل في أي عمل دون أن أكون أحبه، وأستطيع بذل مجهود فيه بحب، وهذه طبيعة عملي.. قد تكون الطريقة التي أعمل بها بالنسبة للبعض خارج السياق، لكني دائما أضع في اعتباري ماذا أحب، وماذا أريد أن أفعل.. هل أعمل في منظومة ليس لي دور قيادي فيها، أو قراراتي ليست ملزمة؟ أنا لا أستطيع العمل في أي منظومة لا أكون فيها صاحب قرار فيها.. فكل المهن التي أعمل فيها يمكن أن تناديني بها أو أحب أن أسمعها”.
وأضاف: “أنا أرى أن هناك بعض الأشياء التي تربينا عليها كان الهدف منها تحديدك وتحديد حريتك.. فما معنى صاحب بالين كذاب؟!.. أنا لا أتفق مع ذلك.. فيمكن للإنسان أن يعمل 5 أو 6 أعمال وينجح فيها لو كان دارسا لها جيدا وقارئا عنها كثيرا وجربها وأخذ خبرات فيها.. ولذلك فإنني أكرر أن هناك بعض الأمور التي يكون هدفها أن تظل محدودا وموظفا، ولا أقصد التقليل من أحد، فنحن لا نستطيع العيش من دون الموظفين، لكن يجب أن يكون لديك الطموح دائما.. وهل يمكن أن أؤدي هذا العمل بمفردي أم لا.. وكيف يمكنني أن أنجزه.. وإذا أنجزته فكيف يمكن أن أتعلم ممن سبقوني فيه”.
وواصل: “أنا أستيقظ يوميا لدي جدولي الخاص.. يمكن أن تكون لديّ اجتماعات في مكان ما، بعدها يكون لدي موعد يخص برنامجي الجديد.. وغير ذلك.. لذا أرى أنه لا يجب ان يحدد الإنسان نفسه بعمل معين فيجب أن يعمل ويرى ماذا يستطيع أن ينجز وكيف يستطيع أن يطور من نفسه.. هذا هو الموضوع بكل بساطة.. فأنا عندما كنت ألعب كنت أتدرب وآخذ رخصا تدريبية ومركزا جدا في مسألة التحليل والتدريب وذلك قبل أن أبتعد عن اللعب بـ3 أو 4 سنين.. لماذا؟ لأنني كنت أعرف أنه سيأتي يوم لن أكون قادرا فيه على اللعب في المستوى الذي اعتدت أن ألعب فيه.. وعندها سأقوم بعمل “شيفت كارير” على الفوز وأبدأ عملا جديدا بدون أي مشكلة”.
ميدو رئيسا للزمالك
عن سر حب جماهير الزمالك له قال: “أحمد الله أن لدي رصيدا مع جمهور الزمالك، وهذا الرصيد بنيته بمواقف واضحة.. فأنا طوال عمري منحاز للزمالك بغض النظر عمن هو رئيس النادي، وكلهم لهم كامل الاحترام.. وأنا أرى أن هناك أشخاصا يحاربون فكرة أن تكون هناك كوادر شابة صاحبة شخصية.. فهناك هاجس لدى كثيرين أن يكون هناك نجم صاحب شخصية له مستقبل إداري جديد، فهذا يصبح بالنسبة لهم أكبر عدو، وذلك في كل الأندية”.
وأضاف: “مثلا ستجد حسام غالي في الأهلي تمت محاربته في وقت معين من بعض الأشخاص لأنه نجم مثقف لديه منطقة يمكن أن يعمل فيها بنجاح وبشكل معين، لذا ستجد أن هناك من يزعجونه.. وأنا وحسام غالي أخوان وصديقا عمر، لكنه يمتلك شخصية مختلفة تماماً عني، فهو لا يستطيع عمل أي شيء إلا بطريقته.. لكني تعلمت من وجودي بالمجال أن هناك أشياء معينة يجب أن تسير بطريقة معينة في وقت ما بسبب مصلحة المكان حتى لو لم أكن راضيا عنها.. لكن حسام مختلف قليلا.. حسام إما أن تسير الأمور بطريقته وإلا فلا.. وأنا كنت كذلك في البداية لكن مع تنوع الأعمال واختلافها بدأت أدرك أن هذا السيناريو هو الأفضل لهذا المكان في هذا الوقت حتى لو لم أكن راضيا عنه بنسبة 100%”.
وعن إمكانية ترشحه لرئاسة نادي الزمالك قال ميدو: “رئاسة الزمالك حلم من أحلامي بالتأكيد والخريطة ستتغير بشكل كبير جداً خلال السنوات المقبلة فيما يخص إدارات الأندية وإدارات قطاعات كرة القدم بالذات، لذا فكل شيء يمكن أن يحدث”.
السيناريو الأفضل لإعادة بناء الزمالك
وعن التغييرات التي حدثت مؤخرا في نادي الزمالك، وإسناد منصب المدير الرياضي إلى جون إدوارد ورحيل لجنة الكرة، قال ميدو: “عندما تقبل على بناء هيكلة إدارية لأي شركة تؤسسها أو اشتريتها أو تمتلكها يكون أمامك طريق من اثنين.. إما أن تبني الناس الـ”إن هاوس” أي الموجودين عندك أساسا في المكان.. وإما أن تأتي بأحد يدير الأمور ويكون الطرفان رابحين.. هذه طريقة إدارة وهذه طريقة.. الطريقة الأولى متعبة أكثر لكنها أكثر فائدة لأنها ستجعلك سيد قرارك وتتحكم في كل أمورك بنفسك.. أما الطريقة الثانية فأنت تعطي فيها المهمة لمن هو مميز فيها ويستطيع إنجازها.. هذه طريقة صحيحة وهذه طريقة صحيحة.. وهذا ما قصدته من أنك يمكن ان توافق على سيناريو في وقت ما دون أن تكون راضيا عنه تمام لكنه يكون الأنسب في هذا الوقت.. وهذا ما حدث بالنسبة لإسناد المهمة لجون إدوارد.. فقد تم منحه الحرية الكاملة للتصرف كما يشاء على أن يكون الحساب بعدها بناء على الأهداف التي تم وضعها والشروط التي تحكمنا.. فهذا عقد إدارة.. علاقة رسمية بين الزمالك وجون إدوارد الذي أصبح المدير الرياضي بشروط تعاقدية تتضمن واجبات له وعليه، على أن يكون الحساب في النهاية وفق الأهداف التي رسمناها معا وهل تحققت أم لا.. وهذا كان أفضل سيناريو لإدارة قطاع كرة القدم.. بحيث يتم عزل الفريق بعيدا عن المشاكل والأزمات، وتكون هناك سرية بقدر ما.. فأنا أرى أن فريق كرة القدم كان مكشوفا وعاريا وهذا سبب مشاكل كثيرة جداً للنادي.. لكن الآن بالعزلة الموجودة والسرية بشأن أخبار الفريق وعدم خروجها للعلن فهذا يدل على أن الناس يعملون بشكل صحيح دون أن يتدخل أحد في عملهم.. فأنا أرى ويجب أن يفهم الناس ذلك أيضا أن الموضوع يحتاج إلى صبر، لأنك أصبحت تحسب الجنيه الذي تحصل عليه بالورقة والقلم، ويجب أن يُصرف كل جنيه في مكانه وفي موعدها بسبب التحول للاستثمار، وهذا ما كنا ننادي منذ سنين.. أن تتم معاملة الأندية الجماهيرية باعتبارها أندية الشعب وتدار بأمواله.. لذا أرى ان هذا السيناريو كان الأنسب، ويجب الصبر على هذه العلاقة التعاقدية حتى نهاية الـ3 سنوات.. ونحن كأولاد النادي دورنا أن ندعم التجربة بدرجات مختلفة وأشكال مختلفة كل في مكانه.. صحيح أننا عندما نرى شيئا خاطئا يحدث يجب أن نتحدث عنه ونشير إليه لكن يجب ان يكون ذلك بإيجابية وبحب وهذا دورنا.. لكن ان نظهر على التلفزيونات ونتصيد الأخطاء فهذا مرفوض، لأنه لا أحد يعمل في كرة القدم ليس لديه أخطاء لأنها لعبة صعبة جداً فأنت يمكن ان تبني حساباتك على لاعب معين ثم لا ينجح معك أو يتعرض لإصابة تعطله.. لذا يجب ألا نتصيد الأخطاء ما دمنا نرى ان العمل في المجمل يتم إنجازه بشكل صحيح”.
وعن كون جون إدوارد اختيار مجلس الإدارة أم لجنة التخطيط قال: “كان اختيار لجنة التخطيط.. فنحن من اقترحنا الهيكلة وقلنا إن جون إدوارد هو اختيارنا، ونحن من اشترطنا أنه وقت الإعلان عن تعيين جون إدوارد مديرا رياضيا ألا تكون هناك لجنة تخطيط، حتى يصبح هو المستشار الفني، وذلك لعدم إعطاء أي فرصة لمحاربي النادي للدخول من تلك النقطة.. ورغم ذلك وجدت البعض يقولون إن ميدو قال كذا وكذا.. أنا مصلحة الزمالك بالنسبة لي أهم شيء”.
وأضاف: “إذا كنت تريد من أحد أن ينجح في عمل ما فلا تقيده وامنحه القوة والدعم على الأرض.. وهذا ما فعلناه.. منحنا جون إدوارد القوة على الأرض حتى يفهم من حوله ومن يعملون معه أنه قوي، لأننا نعلم أن هؤلاء الأشخاص يعملون ذلك العمل منذ 15 سنة وكل ما نستطيع عمله هو منحهم القوة والدعم.. فجون إدوارد جاء بمجموعة عمله التي يستطيع أن ينجح بها حتى نستطيع محاسبته.. ومن يهاجمونه هم للأسف أنفسهم من كانوا يهاجمون ميدو وحازم إمام.. الوجوه هي نفسها.. التي ترى نفسها لها الحق في أن تكون موجودة في أي شيء يخص الزمالك وإلا تفسده وكأن النادي ورث لهم إما أن يظلوا يعملون فيه طوال عمرهم ويعمل فيه أولادهم وإما يهاجمون الموجودين ويعلنون العداء لهم، هو مبدأ غريب جدا، لكنها كان سائدا لأن الدنيا كانت مفتوحة وكانت هناك مجاملات كثيرة.. لكن الآن كل هذه الأمور ستنتهي”.
وعن الأزمات التي واجهت لجنة التخطيط في الزمالك التي كان عضوا بها قال: “لجنة التخطيط لم يكن دورها أن تأتي بمدرب أو لاعب أو مثل هذه الأمور لكننا قمنا بأمور ليست في نطاق عملنا لأننا لم نجد هيكلة حقيقية على الأرض.. لكن عملنا كان أولا ان نقوم بعمل تقييم للمشاكل الموجودة في قطاع كرة القدم ونعمل استراتيجية لقطاع الكرة بهيكلة إدارية للسنوات المقبلة.. والأستاذ عمرو الجنانيني كان لديه دور مهم جدا وهو وضع تصور للإدارة المالية وكيف تعمل.. وكل هذه الأمور الحمد لله أنجزناها وقدمناها لمجلس الإدارة وهذا كان دورنا الرئيسي، وضع الاستراتيجية لقطاع كرة القدم لسنوات بما يتماشى مع قانون الرياضة الجديد الذي كنا نعرف نحو 95% من تفاصيله، ويشمل ذلك كيفية التحول شركة للكرة.. فهذا كان دورنا الرئيسي والحمد لله نجحنا فيه بشكل كبير جدا بالتعاون مع مجلس إدارة النادي.. لكننا رغم ذلك وجدنا هجوما كبيرا جدا لأننا كنا نعمل الصالح للزمالك فقط وليس لدينا نسبة 1% أن نسمع لأحد أو نجامل أحدا.. وكل شيء كتبناه في تقريرنا وتصورنا لمجلس الإدارة.. وكان الميزان لدينا والعنوان مصلحة الزمالك، وهذا ما أغضب الكثيرين لعدم وجود أدوار لهم.. لكن هؤلاء لم يعد لهم دور الآن فقد أخذوا أدوارهم من قبل، وسواء نجحوا فشلوا فيه فالتاريخ هو الحكم.. لكن الآن هؤلاء الموجودون هم الأفضل لإدارة الزمالك بهذا الشكل”.
زيزو لم يكن صريحا
وعن كواليس رحيل أحمد سيد زيزو عن الزمالك وانتقاله إلى الغريم الأهلي قال: “هناك أمور كثيرة حدثت في موضوع زيزو.. في الحقيقة اللاعب لم يكن صريحا في المفاوضات وهذا يمكن أن يحدث لكن ليس بهذا الشكل.. واللاعب كان هدفه الأول والرئيسي والأساسي ماديا بكل صراحة.. هو ووالده.. أين سأكسب أكثر.. وهذا كان مبدأ واضحا.. أنا كنت خارج الموضوع ولم أجلس مع زيزو ولا جلسة تفاوضية، لكن الصورة التي لدي أو ما أعرفه أن اللاعب كان عنده مبدأ أنني سأكون موجودا مع من يدفع أكثر.. لكن ما شاع وقيل عن إهانة والده أو ما شابه كله كلام كان اللاعب يجد لنفسه به أعذارا للوجود في المكان الذي سيدفع له أكثر”.
وعن الأزمات التي دخل فيها بسبب نادي الزمالك والتي كان أشهرها في 2019 مع اتحاد الكرة برئاسة هاني أبوريدة قال: “هناك أشياء تخص سمعة الزمالك وكرامته.. ودورنا كأبناء النادي يحتم علينا أن نتصدى لها.. وأنت موجود في موقف مسؤولية يجب أن تقوم بأمور معينة تحمي بها كرامة الزمالك منها الموقف الذي حدث في 2019 عندما دخلت في صدامات مع اتحاد الكرة والذي لو تكرر 10 مرات فإنني سأتصرف بالطريقة ذاتها”.
وأضاف: “تفاصيل الأزمة أنني لم تعجبني الطريقة التي تدار بها الأمور ولم أكن أرى أي خطة واضحة لتطوير الكرة المصرية، فكان عندي برنامجي فكنت أخرج من خلاله وأقول رأيي، وإن ما يحدث كله خطأ.. وقد كان.. ظلوا يعملون بالطريقة ذاتها والعشوائية نفسها، والمجاملات ظلت مستمرة في اتحاد الكرة، وكان هناك أشخاص في مناصب غير مؤهلين لها، حتى انهدم المعبد على الجميع في 2019. والمشكلة تكمن في أن هناك أناسا غير قادرين على سماع الحقيقة.. يريدون أن يسمعوا ما يحبونه فقط.. ليس شرطا عندما أخرج لانتقاد شيء وأنت تعلم أنني بالفعل محق في هذا الأمر أن لدي أجندة ضدك.. أنا ليست عندي أجندة ضدك.. وقد طلب البعض عقد جلسة 5 أو 6 مرات لكن ماذا بعد؟.. هل هناك شيء سيتغير؟.. هل سنعمل بشكل صحيح، أم أن هذه الجلسة من أجل تحجيم ميدو؟.. لو كانت لتحجيم ميدو فأرى أنها تضييع وقت وهذا كان ردي دائماً.. أنا دائماً كنت أقول إن من يترشح لاتحاد الكورة يجب أن يكون مرشحا قويا لديه خطة مفصلة لـ4 سنين مقبلة، تتضمن خطة مالية، وحصر بالمشاكل الموجودة وكيفية إصلاحها، التحكيم مثلا سيتم تطويره هكذا، وأنا سأفعل كذا، والنظام سيكون كذا هذا هو تصوري وحاسبوني بعد 4 سنوات.. هل هذا حدث؟!”.
وعن رأيه في المجلس الحالي برئاسة أبوريدة ذاته قال ميدو: “أرى أن المجلس الحالي أفضل بكثير من المجالس السابقة كلها، فهم أشخاص يعملون بشكل جيد ومحترم وفي صمت، ولا يخرجون مشاكلهم بعيدا عن الاتحاد، وليست بينهم صراعات، بخلاف المجالس السابقة التي كانت بها صراعات واضحة للجميع.. هذا المجلس بكل صراحة أرى أنه يدير الأمور بشكل صحيح، رغم أنه حمل تركة ثقيلة، لكن بغض النظر عمن يدير فعليا او من يدير من وراء الستار فالأمور تسير بشكل جيد، وليست هناك صراعات.. المهندس هاني أبوريدة ينظم الأمور بشكل جيد حتى لو كانت هناك قرارات فنية فإنني أراها تتخذ بشكل جيد.. اللجنة الفنية اللي تم تكوينها داخل الاتحاد كلها أسماء محترمة ولديها أفكار جيدا جدا، واتمنى أن تأخذ حرية أكثر لكي تضع تصورا لتطوير الكرة المصرية.. فأنا مثلما قلت لك لست ضد أحد.. أنا مثلا أهاجم الرابطة لأنني لا أرى لها دورا في السنوات الماضية، وفي اليوم الذي ستعمل فيه بشكل صحيح سأكون أول داعم لها حتى لو عندي خلاف مع أحد داخلها فليست هناك مشكلة سأكون أول من يدعمها.. وهذا ما كنت أقوله، من أن الناس اعتادوا أن من يظهر إعلامياً أو يكون موجودا في الساحة يعمل بطريقة معينة ووفق اجندة معينة.. وكمثال مثلا عندما يصطدم ميدو بالمهندس هاني أبوريدة يخرج من حوله يتساءلون: ماذا يريد ميدو؟ فهناك شخص ظريف يرى نفسه يعرف كل شيء خرج ليقول إن ميدو ممول.. ممول ممن؟.. لذا أقول إن اليوم الذي سأجد فيه هؤلاء المسؤولين يخططون للكرة المصرية وينفذون خططهم على الأرض سأكون أول من يبرز الأشياء الجيدة التي تفعلها.. والسبب بكل بساطة أن ميدو ليست لديه أجندة ولا يعمل لدى أحد وهذه هي مشكلة ميدو.. أنا أول من يتمنى ان يصبح كل شيء في الكرة المصرية جيدا.. ألا يرى الناس كيف تأخرت الكرة المصرية.. وأين ذهب المغرب وأين أصبحنا.. وأين الجزائر وكم لاعبا محترفا لديها.. وفي الوقت ذاته لديهم دوري قوي جدا.. انظر الآن لمستوى الدوري المغربي والدوري الجزائري.. تونس فيها مشاكل مثلنا لكني أريد منك أن تنظر كيف يعملون.. كيف أنشأوا أكاديميات لتطوير المدربين وأكاديميات لمنح رخص تدريبية متطورة.. لماذا عندما يقول ميدو هذا الكلام يكون لديه مشكلة معك؟! ميدو ليست لديه مشكلة مع أحد، لكنه يقول فقط ما يرى أنه يجب أن يتم عمله، وهذه المنطقة يجب بذل الجهد فيها، لأن هذه هي المنطقة التي بعد 30 سنة سيذكرها الناس لك.. مثلا عندما تأتي سيرة الدكتور عبد المنعم عمارة اليوم ماذا ستقول؟.. ستقول هذا الرجل كان يمتلك رؤية وحاول توحيد طريقة اللعب في بداية التسعينيات وقام بتسفير مدربين للخارج للتعلم.. كانت لديه خطة للمنتخبات الوطنية رغم أنه كان مسؤول الشباب والرياضة، لكن كان هناك مشروع.. أنت بعد أكثر من 30 سنة تتكلم عن هذا.. أنت لا تتكلم عن إنجاز منتخب وطني أو فوز ببطولة.. أنت تتكلم عمن خطط للمستقبل، من وضع بذرة ليعمل من بعده عليها وهذا ما نتمناه.. أن من يكون موجودا تقتصر قوته على علاقاته الدولية فقط.. العلاقات الدولية مهمة جداً بالطبع وربنا أنعم علينا أننا نمتلك مسؤولا مثل المهندس هاني أبوريدة.. لكن على الأرض، التخطيط للمستقبل، مسابقات قطاعات الناشئين، تطوير المدربين، تطوير البنية التحتية، هناك عمل كثير جدا يجب أن يتعامل معه، ونحن سنكون أول من يدعمه إذا تعامل معه”.
أزمة الأهلي والزمالك وبيراميدز
وعن أزمة انسحاب الأهلي من قمة الدوري المصري الموسم الماضي والملابسات التي حدثت والكواليس وتضامن الزمالك في القضية مع بيراميدز قال ميدو: “الزمالك لم يتضامن مع بيراميدز.. الزمالك قام بما كان يجب عليه القيام به.. كانت هناك مباراة كرة قدم والفريق ذهب ليخوضها بكل بساطة ومنافسه لم يفعل لذا طُبقت اللائحة عليه ثم تم التراجع عن القرار.. هل هذا بسبب قوة الأهلي؟.. لا.. بل بسبب أن هناك أشخاصا يدركون أن هذا هو ما يجب فعله.. عندما يُقال لك إن هناك بندا في اللائحة بأن هناك من يمكنه القيام بأي شيء يريده وأنت توافق على هذا البند فيجب عليك تحمل تبعات هذه الموافقة.. أي مسؤول في أي ناد يوافق على لائحة كهذه كيف يمكنه لاحقا أن يعترض على أي قرار؟ هذا ما حدث في أزمة مباراة القمة”.
مفاجآت الزمالك
وعن مستقبل نادي الزمالك وناشئيه قال ميدو: “لدينا 130 لاعبا ناشئا يقيمون معنا هنا إقامة كاملة دون دفع أي مقابل وهم ينتمون لعائلات مصرية محترمة تطمح للنجاح.. ونحن نساعدهم في الدراسة وتعلم اللغة.. بينهم 70 ولدا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة نسعى لمنحهم فرصة حتى إن لم يصبحوا لاعبين كبارا فإنهم سيصبحون ناجحين على المستوى الشخصي”.
وأضاف: “قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم يمنع سفر اللاعبين للاحتراف قبل أن يتموا 18 عاما.. لذا أمامنا عامين آخرين من العمل.. قمنا بعمل شراكات مع 11 ناديا في أوروبا.. وفي كل عام نسعى لأن يخرج 7 أو 8 لاعبين للقيام بتجارب في أوروبا”.
وعن حرصه على التواجد دائما مع الزمالك رغم الخلافات قال: “نحن جزء من عائلة الزمالك ولا يمكن أن نتخلى عن مبادئنا.. وسط الخلافات مع مرتضى منصور أو ممدوح عباس (رئيسي النادي السابقين) كنت دائما أتواجد في الملعب.. هناك مثل إنجليزي يقول إنك يمكنك تغيير زوجتك لكن لا يمكنك تغيير الفريق الذي تشجعه.. أكن احتراما كبيرا للأهلي لكنني دائما وأبدا مشجع للزمالك”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز