اسعار واسواق

حزب الله ونزع السلاح بين الرفض والشرط.. تخبط أم شراء للوقت؟


في البداية أظهر مرونة إزاء مسألة نزع سلاحه ثم انقلب فجأة ليعلن رفضه النهائي، وقد يحدث أن يربط بحث الموضوع بانسحاب إسرائيل.

مواقف متخبطة لحزب الله اللبناني بشأن مسألة تسليم سلاحه رغم كل الضغوط التي يتعرض لها وتلك التي يتعرض لها لبنان على خلفية هذا الموضوع، ترفع سقف التساؤلات.

واليوم الأربعاء، اعتبر الأمين العام للحزب نعيم قاسم أن كل من يطالب حزبه في الوقت الراهن بتسليم سلاحه إنما “يخدم المشروع الإسرائيلي”، متهما الموفد الأمريكي توم براك بـ “التهويل” على لبنان.

وفي كلمة ألقاها عبر شاشة بالذكرى السنوية الأولى لمقتل القيادي في الحزب فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، قال قاسم “كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخليا أو خارجيا أو عربيا أو دوليا، هو يخدم المشروع الإسرائيلي”.

واتهم قاسم براك الذي زار لبنان الأسبوع الماضي “بالتهويل والتهديد” بهدف “مساعدة إسرائيل”، معتبرا أن الولايات المتحدة “لا تساعدنا” بل “تدمر بلدنا من أجل أن تساعد إسرائيل”.

وشكل مقتل شكر، الذي كان يُعد من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز قادته العسكريين، أول صفعة تلقاها الحزب المدعوم من إيران على مستوى قادته.

وجاء ذلك بعد نحو عام من تبادله القصف مع اسرائيل عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وبعد أسابيع من مقتله، خاض الطرفان مواجهة مفتوحة لشهرين، أضعفت الحزب في الداخل وانتهت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بإعلان وقف لإطلاق النار بوساطة أمريكية.

واعتبر قاسم أن اتفاق وقف النار هو “حصرا في جنوب نهر الليطاني. أما إذا ربط البعض بين السلاح والاتفاق، أقول له: السلاح شأن لبناني داخلي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالعدو الإسرائيلي”.

ونص وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب الليطاني وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة «يونيفيل».

كما نص على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان. لكن اسرائيل تبقي على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخولها الإشراف على جانبي الحدود، ويطالبها لبنان بالانسحاب منها.

وتشدّد إسرائيل على أنها ستواصل العمل “لإزالة أي تهديد” ضدها، ولن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية.

وتوعّدت إسرائيل بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب.

ضغوط 

أفاد مسؤول لبناني رفض ذكر اسمه لوكالة فرانس برس، بأن “السلطات اللبنانية اليوم تحت ضغوط دولية وإقليمية، مع مطالبتها بأن تلتزم رسميا في جلسة حكومية بنزع سلاح حزب الله”.

واصطدم اشتراط لبنان بانسحاب إسرائيل، قبل تبني نزع سلاح حزب الله، برفض أمريكي، وفق مصدر لبناني آخر.

ودعا رئيس الوزراء نواف سلام إلى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل “استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً”، إضافة إلى “البحث في الترتيبات الخاصة بوقف” إطلاق النار و”التي تضمنت ورقة السفير براك أفكارًا بشأن تطبيقها”.

وسبق لقاسم أن أكد قبل أسبوع أن مشروع نزع سلاح الحزب في هذه المرحلة هو “من أجل إسرائيل”، مضيفا “لن تستلم إسرائيل السلاح منّا”.

واعتبر أن لبنان وحزب الله أمام “تهديد وجودي”.

ويطالب حزب الله بأن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان وتوقف ضرباتها، قبل نقاش مصير سلاحه ضمن استراتيجية دفاعية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى