اسعار واسواق

فلسطين على طاولة ستارمر.. حسابات «الاعتراف الصعب»


رغم رسائل الطمأنة التي تلقتها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن اعتراف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية «لا يزال محفوفًا بالمخاطر»، حتى مع الموافقة الضمنية من الولايات المتحدة.

هكذا قالت صحيفة «التلغراف» البريطانية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء كير ستارمر، يريد تجنب الخلاف مع واشنطن بشأن خطته لتحقيق «سلام مستدام» في الشرق الأوسط.

وأوضحت، أن أي رئيس وزراء بريطاني يفكر في المسألة الحساسة للغاية المتمثلة في الاعتراف بفلسطين كدولة، سيضطر إلى أن يزن رد الفعل الأمريكي المحتمل.

وعندما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستتخذ هذه الخطوة ، سارع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إدانة «القرار المتهور الذي يخدم دعاية حماس ويعيد السلام إلى الوراء».

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن كير ستارمر سيرغب في تجنب هذا النوع من الانتقاد من أقرب حلفائه إذا مضى قدما.

خطة السلام

وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيستدعي جونسون مجلس الوزراء لعقد اجتماع طارئ لإقرار ما وصفه داونينغ ستريت بخطة بريطانية لـ«سلام مستدام» في الشرق الأوسط. وستشمل هذه الخطة الاعتراف بفلسطين كدولة، وإن كان توقيتها لا يزال غير واضح.

ولا شك أن كلمات دونالد ترامب في أسكتلندا يوم الإثنين قد طمأنت السير كير. وعندما سُئل عما إذا كان الاعتراف خطوة نحو السلام، أجاب ترامب: «لن أتخذ موقفًا – لا أمانع أن يتخذ [السير كير] موقفًا».

لكن إجابة ترامب الموجزة لم تكن على الأرجح الموقف الأمريكي المدروس بشأن اعتراف بريطانيا بفلسطين كدولة، تقول الصحيفة البريطانية، مشيرة إلى أنه (ستارمر) إذا مضى قدمًا، فسيُخاطر بخرق العلاقات مع واشنطن.

حرق الجسور؟

ومن المؤكد أنه سيحرق جسوره مع إسرائيل، لكن نظراً لعدم اهتمام حكومة بنيامين نتنياهو بآراء الحكومة البريطانية، فإن هذا قد لا يشكل أهمية كبيرة، تقول «التلغراف».

وأشارت إلى أن رد فعل إسرائيل المحتمل سيكون أكثر جدية، فقد يرد نتنياهو بتسريع بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، أو حتى بضم الضفة الغربية رسميًا.

وفي يوم الأربعاء الماضي، أقر الكنيست الإسرائيلي قرارا غير ملزم لصالح الضم بأغلبية 71 صوتا مقابل 13 صوتا، معلنا أن الضفة الغربية «لا يمكن فصلها عن أرض إسرائيل، الوطن التاريخي والثقافي والروحي للشعب اليهودي».

وبإمكان نتنياهو، في أي وقت، أن يختار تنفيذ هذا القرار، تقول التلغراف، مشيرة إلى أنه إذا كان الأمر كذلك، فإن العواقب غير المقصودة لمضي كير في الاعتراف قد تكون معاناةً أكبر للفلسطينيين العاديين، وجعل إقامة الدولة مستحيلةً عمليًا.

لحظة مثالية

من ناحية أخرى، فإن موقف بريطانيا الراسخ هو أن الاعتراف سيأتي في وقت يخدم قضية السلام، إلا أنه لن تكون هناك لحظة مثالية خالية من المخاطر.

وفي الوقت الحالي، فإنه من الواضح أن أولوية ترامب هي إيصال المساعدات الغذائية إلى غزة. وقد تحدث بصراحة يوم الإثنين عن «وجود الكثير من الجوعى هناك»، دون أي محاولة للتقليل من شأن المعاناة.

وتحت ضغط أمريكي، تفتح إسرائيل ممرات لقوافل المساعدات لدخول غزة، وتُوقف العمليات مؤقتًا للسماح بوصول المساعدات.

وفي خضم كل هذا، سيتعين على ستارمر، أن يُقرر ما إذا كان الاعتراف البريطاني بفلسطين كدولة سيُساعد أم سيُعيق. إن ضمان غياب الإدانة الأمريكية سيُزيل خطرًا واحدًا من بين مخاطر عديدة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى