«سموم» الحية تغضب الأردنيين.. خبراء: تصريحات قيادي حماس تحريضية

مسمومة وتحريضية وتثير غضب كل أردني”، هكذا وصف عدد من النواب الأردنيين والسياسيين، دعوة رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، للشارع الأردني لـ”هبة شعبية”، بدعوى نصرة غزة.
وقال نواب وسياسيون أردنيون في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، إن دعوة الحية “تطاول غير مسؤول، وإساءة مرفوضة لمواقف الأردن الثابتة والداعمة دوماً للقضية الفلسطينية”، مشيرين إلى أن تجاوز الدولة الأردنية ومؤسساتها يضعف موقف حماس، ويخلق عزلة إقليمية أكبر حولها.
وفي تقديرهم، فإن “قيادات حماس تسعى لإشعال حرب إقليمية أوسع، كجزء من استراتيجية أكبر لتصعيد الصراع لجذب أطراف أخرى ضمن محور المقاومة، للحفاظ على وجودهم في المشهد كقوة مقاومة”.
وكان الحية قد قال في رسالته للأردنيين، أمس إن: “أهلنا في الأردن، يتطلع شعبنا لكم بكثير من الأمل والأخوة، أن تواصلوا هبَّتكم الشعبية، وتكثفوا جهودكم لتوقفوا هذه الجريمة البشعة ضد أشقائكم ومقدساتكم، لتمنعوا اليمين الصهيوني من تحقيق مخططة بالوطن البديل وتقسيم المسجد الأقصى”.
من جانبه، أكد النائب الأردني زهير محمد الخشمان، رئيس كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية، لـ”العين الإخبارية”، إن رسالة الحية للأردنيين، “رسالة تحريضية ونوع من العبث السياسي”.
وشدد الخشمان على أن “رسالة القيادي بحماس مرفوضة من المجتمع الأردني، والجميع يعلم حجم ومقدار الدعم الأردني الشعبي والرسمي للشعب الفلسطيني، دون انتظار أي توجيهات من خارج الدولة”.
وقال إن “الأردنيين أول من هبوا لنصرة أهلنا في فلسطين، وليسوا في انتظار الحية من أجل دعم غزة، والشعب الأردني لا يتلقى أي توجيهات من الخارج”.
من جهته، وصف المحلل السياسي الأردني، مأمون المساد، دعوة الحية للأردنيين بأنها “مسمومة وتحريضية”.
وقال المساد لـ”العين الإخبارية” إن “الحية أخطأ البوصلة بدعوته التحريضية التي لا تخدم فعلياً حماس، أو القضية الفلسطينية في هذا التوقيت الصعب؛ لأن الأردن يُعد من أكثر الدول دعماً لفلسطين على المستوى السياسي والدبلوماسي، والإساءة للمملكة تضعف موقف الحركة، وتخلق عزلة إقليمية أكبر حولها”.
كما أكد المحلل السياسي الأردني، أن ما صدر من الحية هو تطاول غير مسؤول، وإساءة مرفوضة لمواقف الأردن الثابتة والداعمة دوماً للقضية الفلسطينية، قيادةً وشعباً، والتي تجسدت عبر عقود في الدعم السياسي، والدبلوماسي، والإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق.
في الإطار ذاته، رأى المساد أن “دعوة رئيس حركة حماس بتوجيه الشارع الأردني، يعكس على عدم اتزان وجحود ونكران للأردن الدولة والمؤسسات، كما هو نكران لتاريخ ونضال ومحاولة الانحراف عن مسلسل القتل والتشريد، والعنت إلى استعداء الآخرين الداعمين والمساندين الفعليين بالأفعال مع الأقوال”.
وأضاف أن “المعركة الفلسطينية في جوهرها واحدة وواضحة مع المحتلّ للأرض، المنتهك للحقوق، والممعن في قتل الأبرياء وتدمير كل مظاهر الحياة، معركة لا تحتمل التشتيت ولا الانحراف”.
وقال إن “المساس بالأردن، وقيادته، ومؤسساته، لن يُغيّر من الحقيقة الراسخة بأن المملكة ستبقى الحاضن الأقرب والأوفى لقضية فلسطين، وستواصل دعمها بكل الوسائل المشروعة دون الالتفات إلى أصوات التشويش والتأليب”.
والأحد، أرسلت الأردن، شاحنات تحمل مساعدات إنسانية نحو قطاع غزة، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي تعليق عملياته العسكرية في مناطق عدة بالقطاع.
وأعلن الأردن تجهيز قافلة مساعدات إنسانية مكوّنة من 60 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية، أمس الأحد، متجهة إلى قطاع غزة لدعم الأهالي في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
ووفق وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، فقد تم تجهيز وتسيير هذه القافلة بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية وبرنامج الغذاء العالمي والمطبخ المركزي العالمي.
كما يشارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، في مؤتمر “حل الدولتين” الذي يبدأ أعماله في مقر الأمم المتحدة بنيويورك اليوم الإثنين، بمشاركة 123 دولة ومنظمات دولية وإقليمية.
وسيشارك الأردن في جلسة “طاولة مستديرة” ضمن 3 مجموعات عمل دولية تحمل عنوان: “دولتان، مستقبل واحد: السيادة، الأمن، والجدوى الاقتصادية”؛ بشأن سبل تعزيز الاستقرار السياسي والسيادة المشتركة والتنمية الاقتصادية.
وفي تعقيبه، قال الدكتور محمد حسن الطراونة، المحلل السياسي مدير وكالة “مؤاب” الإخبارية، لـ”العين الإخبارية” إن دعوة رئيس حركة حماس، تثير تساؤلات جدية حول توقيتها ومقاصدها.
وأوضح أن: الدعوة تحمل تجاوزا واضحا للدولة الأردنية وصلاحياتها، فأي دعوة خارجية تحاول تحريض الشارع، أو توجيه الرأي العام بمعزل عن الإطار الرسمي للدولة، محاولة للعبث بالساحة الداخلية الأردنية والتدخل في شؤونه.
وشدد الطراونة على أنه في ظل الظروف الإقليمية المعقدة، يتوجب احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فالمملكة تمتلك كل الأدوات والآليات اللازمة للتعبير عن موقفه وتقديم دعمه للأشقاء في غزة، بما يتناسب مع مصالحه الوطنية العليا ووفقًا للقوانين والأعراف الدولية، وأي دعوات تتجاهل هذه الحقيقة، لا تخدم القضية بقدر ما تخدم أجندات ضيقة تسعى إلى زعزعة الاستقرار وزرع الفتنة.
وفي تفسيره لدلالات تجاهل رئيس حركة حماس للملكة ومؤسساتها ودعوته للأردنيين للتظاهر في هذا التوقيت، قال الدكتور مأمون المساد: حين يتعرض البعض للضغط العسكري أو السياسي داخليا وخارجيا، قد يلجأ إلى تصعيد الخطاب، وفتح جبهات إعلامية، أو سياسية خارجية، لتغيير المعادلة، أو إعادة خلط الأوراق”.
وذهب محمد حسن الطراونة، إلى أن “قيادات حماس تسعى لإشعال حرب إقليمية أوسع، هذا ليس فقط لـ “إنقاذ أنفسهم” بشكل فردي، بل هو جزء من استراتيجية أكبر لتصعيد الصراع لجذب أطراف أخرى ضمن محور المقاومة، مثل حزب الله وفصائل عراقية، والحفاظ على دورهم كقوة مقاومة رئيسية في المشهد الفلسطيني، وإيجاد حواضن شعبية في دول الجوار من أجل تحقيق مكاسب سياسية.
ونقلت وسائل إعلام عربية عن مصادر رسمية أردنية في رد على دعوة رئيس حركة حماس، للأردنيين للفوضى، قولها إن الشعب الأردني لا يتلقى توجيهات أو مطالب من زعماء الفصائل الفلسطينية.
وأضافت المصادر أن هذه التصريحات تعتبر “استفزازية ومثيرة لغضب كل أردني شريف، مشددة على أن الأردنيين يأخذون أوامرهم من دولتهم فقط”.
ولم تكن دعوة الحية، الأولى من نوعها التي تثير غضب الأردنيين، ففي وقت سابق وفي خطوة أثارت استغراب الكثيرين، تعمد القيادي في حماس، “تجاهل الأردن” في شكره للدول التي قدمت الدعم لقطاع غزة، رغم ما تقدمه المملكة من دعم ملموس للفلسطينيين.
واعتبرت وسائل إعلام محلية آنذاك أن هذه الخطوة، لا يمكن تفسيرها سوى بأنها رسالة سلبية وتعكس سوء نية أو أجندة موجهة، رغم الدور الكبير الذي لعبه الأردن في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لغزة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز