مطعم «لا تور دارجان».. 4 قرون من الفخامة على ضفاف السين

في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وتحديدًا في الدائرة الخامسة المطلة على نهر السين، يواصل مطعم “لا تور دارجان” (La Tour d’Argent) كتابة فصول من التاريخ والذوق الرفيع، بعد أكثر من 4 قرون على تأسيسه عام 1582.
على مدار 400 عام، شكّل المطعم وجهة مفضلة للملوك والدبلوماسيين والمفكرين، بدءًا من الملك هنري الثالث – الذي يُقال إنه استخدم الشوكة لأول مرة على مائدته – مرورًا بنابليون بونابرت، ووصولًا إلى شخصيات معاصرة كالإمبراطورة إليزابيث الثانية والإمبراطور الياباني هيروهيتو. تلك الشخصيات لم تأتِ فقط لتناول الطعام، بل لتكون جزءًا من ذاكرة المكان الذي يعكس هيبة فرنسا وروحها الملكية.
وفي عام 2023، استعاد المطعم ألقه بعد أعمال ترميم دقيقة استمرت 15 شهرًا، حافظ خلالها على طابعه الكلاسيكي، مع تحديثات تنسجم مع متطلبات القرن الحادي والعشرين. ويقع المطعم في الطابق السادس، حيث تمنح نوافذه البانورامية الزوار إطلالة ساحرة على كاتدرائية نوتردام ونهر السين، مشهد يجعل تجربة العشاء لحظة شاعرية بامتياز.
ويقود المطبخ اليوم الشيف الفرنسي يانيك فرانك الحاصل على نجمة ميشلان، حيث يبتكر أطباقًا تجمع بين الأصالة والتجديد، ومن أبرز ابتكاراته طبق “كبد الإوز على طريقة الأباطرة الثلاثة”، الذي يُقدم مع الكمأة السوداء وجيلي البورتو، في مزيج يتقاطع فيه الذوق مع التاريخ.
ويزخر قبو النبيذ بالمطعم بأكثر من 15 ألف زجاجة نادرة من مختلف العصور والمناطق الفرنسية، ما يجعله كنزًا حقيقيًا لعشاق النبيذ والخبراء.
ولأولئك الذين يفضلون الأجواء المفتوحة، يوفّر الطابق السابع “رووف تيراس” أنيقًا مغطى بالنباتات، يُعد ملاذًا صيفيًا هادئًا وسط باريس، حيث تُقدم فيه المشروبات الراقية والكوكتيلات عند غروب الشمس في أجواء من الهدوء والرقي.
مطعم “لا تور دارجان” لا يكتفي بكونه وجهة طهي فاخرة، بل يمثل ذاكرة باريس الحية، وتحفة تجمع بين الفخامة التاريخية والتجدد المعاصر، ليبقى أحد الرموز الخالدة التي تروي حكاية مدينة لا تتوقف عن الإلهام.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز