خيارات إسرائيل في غزة.. مزيد من التوغل والتقسيم والحصار لـ«إنهاك حماس»

توغل أوسع وتقسيم أعمق لقطاع غزة بعدف إنهاك حركة “حماس”. بديل مطروح على طاولة المؤسسة العسكرية في إسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية، إن المؤسسة الأمنية عرضت على القيادة السياسية “خطة عسكرية جديدة لتعميق تقسيم قطاع غزة” وفرض مزيد من الحصار عليه بهدف “إنهاك حركة حماس”.
ونقلت قناة “كان”، التابعة لهيئة البث الرسمية، عن المصادر قولها إن هذه “الخطة تأتي في ظل الأزمة التي تعصف بمفاوضات تبادل الأسرى”.
خطة جديدة
وأضافت المصادر “الخطة تشمل توغلات جديدة وواسعة لتعميق تقسيم قطاع غزة إلى مناطق معزولة”.
واعتبرت المصادر أن هذه الخطة “تمثّل تحولا عن النهج السابق، إذ كانت المؤسسة الأمنية تعارض سابقا أي مناورات عسكرية في المناطق التي يُعتقد بوجود أسرى إسرائيليين فيها”.
وقال مصدر سياسي مطلع “الهدف الأساسي من الخطة هو إرهاق حماس وسكان غزة معاً، بما يشكل ورقة ضغط جديدة على قيادة الحركة الفلسطينية”.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً مصغراً الجمعة لبحث “تداعيات تعثر المفاوضات”، بحسب “كان”.
اتصال ترامب ونتنياهو
وذكر موقع “أكسيوس” أن اتصالا هاتفيا جرى مساء الجمعة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل تصريح الأخير الذي حمل فيه حماس مسؤولية تعثر المفاوضات.
ورغم هذا التعثر، قال مصدر إسرائيلي لقناة “كان” العبرية إن “التوصل إلى اتفاق ما زال ممكناً في الأيام القليلة المقبلة”.
وسحبت واشنطن فريقها من مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة، وقال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إنه سيبحث عن “خيارات بديلة” لإطلاق سراح الرهائن.
وقال ترامب الجمعة “أعتقد أنهم (حماس) يريدون الموت، وهذا أمر سيء للغاية. لقد وصل الأمر إلى حد يُجبرنا على إنهاء المهمة”.
ولم يتطابق تشاؤم ترامب تمامًا مع الإشارات الأخرى الصادرة من الوسطاء، وفقا لـ”سي إن إن”.
إذ أعلنت مصر وقطر في بيان مشترك أنهما ستمضيان قدمًا في التوسط من أجل وقف إطلاق نار دائم في غزة، ووصفتا تعليق المفاوضات الأخير بأنه “أمر طبيعي في سياق هذه المفاوضات المعقدة”.
المفاوضات لم تنهار
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة “سي إن إن”: “المفاوضات لم تنهار إطلاقًا. لا تزال هناك فرصة لاستئنافها”.
وعبّر بعض المسؤولين الأمريكيين عن أملهم في أن تدفع تصريحات ترامب، الجمعة، إلى جانب قرار ويتكوف يوم الخميس بالانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار، حماس إلى “موقف تفاوضي أكثر تصالحية”.
وتشمل نقاط الخلاف في المفاوضات كيفية وتوقيت انتهاء الحرب نهائيا، وعدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وخرائط إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في غزة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت تصريحات ترامب ستضغط على “حماس” للموافقة على الاقتراح الحالي لإنهاء الحرب، ولكن يبدو أنها صُممت جزئيًا لمحاولة دفع الحركة للعودة إلى ما يمكن تحقيقه.
رد حماس
وتوقعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن تُسفر جهود ترامب وويتكوف في النهاية عن نتائج، على الرغم من أنها رفضت تحديد الاتجاه الذي ستسلكه المفاوضات لاحقًا.
وقالت بروس: “لقد حاولنا. لقد شاهد العالم هذا. ما هي الخيارات المتاحة – من الواضح أن هناك العديد من الأدوات عند الرئيس ترامب، والعديد من الخيارات المتاحة للمبعوث الخاص ويتكوف. لذا، فهم أشخاص أذكياء للغاية ومهرة يعرفون اللاعبين. وأتوقع أن نحقق بعض النجاح”.
ونقلت “رويترز” عن باسم نعيم القيادي في “حماس” قوله “المحادثات كانت بناءة”، معتبرا أن التصريحات الأمريكية “محاولة للضغط بالنيابة عن إسرائيل”.
بيان ثلاثي
وأجرى قادة المملكة المتحدة كير ستارمر وألمانيا فريدريش ميرتس وفرنسا إيمانويل ماكرون اتصالًا هاتفيًا طارئًا يوم الجمعة لمناقشة الوضع في غزة.
وقالوا في بيان مشترك: “لقد حان الوقت لإنهاء الحرب في غزة. نحث جميع الأطراف على إنهاء النزاع من خلال التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار”.
وأضافوا أن “الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي الآن”، داعين الحكومة الإسرائيلية إلى “رفع القيود فورًا عن دخول المساعدات، والسماح العاجل للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها لمواجهة المجاعة”، مؤكدين أن “على إسرائيل الالتزام بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
89 قتيلا
وسجّلت مستشفيات قطاع غزة 9 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت وزارة الصحة في غزة “ارتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 122 حالة وفاة، من بينهم 83 طفلًا”.
ووفقا لمصادر طبية، قُتل 89 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبهذا ارتفعت حصيلة القتلى إلى 59 ألفا و676 شهيدا والجرحى إلى 143 ألفا و965 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أزمة أخلاقية
واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “انتفاء الإنسانية” والتعاطف” مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني من أزمة إنسانية فحسب بل “أزمة أخلاقية تشكل تحديا للضمير العالمي”.
وقال غوتيريش في كلمة عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية “لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه من كثر في المجتمع الدولي. انعدام التعاطف. انعدام الحقيقة. انعدام الإنسانية”.
وأضاف “هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحديا للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة”.
وكانت منظمات إغاثة حذّرت من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في قطاع غزة الذي أحكمت إسرائيل حصاره ومنعت إدخال المساعدات إليه في مارس/آذار في خضم حربها مع حركة حماس.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز