جنون السيارات الكلاسيكية.. محركات القرن الماضي تتحدى الكهرباء والذكاء الاصطناعي
في وقت تتسابق فيه شركات السيارات العالمية لتطوير مركبات كهربائية فائقة الذكاء، يشهد العالم طفرة مختلفة تمامًا في الاتجاه المعاكس.
سيارات كلاسيكية مضى على إنتاجها أكثر من نصف قرن تُباع في المزادات بمبالغ خيالية تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات. فما سر هذا الهوس؟ ولماذا تحولت السيارات القديمة إلى استثمارات مربحة ومطلوبة بشدة؟
سوق مزدهر يقدر بالمليارات
أظهرت تقارير عالمية أن سوق السيارات الكلاسيكية لم يعد مقتصرًا على الهواة أو عشاق المحركات القديمة، بل أصبح مجالًا استثماريًا واعدًا يجذب الأثرياء والمؤسسات المالية حول العالم.
ويشهد سوق السيارات الكلاسيكية نموًا متسارعًا داخل صناعة السيارات العالمية، إذ يُتوقع أن تبلغ قيمتها نحو 51.3 مليار دولار بحلول عام 2028، ارتفاعًا من 31 مليار دولار في عام 2021، بحسب تقديرات شركة متخصصة في أبحاث الأسواق العالمية.
لماذا يدفع البعض ملايين مقابل سيارة قديمة؟
وبحسب تقرير نشره موقع SmallBizClub المتخصص في ريادة الأعمال والأسواق، فإن جاذبية السيارات الكلاسيكية لا تقتصر على التصميم أو الصوت أو الأداء الميكانيكي، بل تتعدى ذلك إلى عدة عوامل:
1. الندرة والقيمة التاريخية
طرازات مثل فيراري 250 GTO أو بورش 550 سبايدر تم إنتاجها بأعداد محدودة للغاية، ما يمنحها قيمة سوقية عالية باعتبارها قطعًا نادرة يصعب تعويضها.
2. الحنين إلى الماضي
كثير من المشترين ينتمون إلى أجيال نشأت على رؤية هذه السيارات في الأفلام أو على طرقات طفولتهم. اقتناؤها اليوم يُعد نوعًا من استعادة الذكريات الذهبية.
3. عائد استثماري مرتفع
تشير دراسات إلى أن بعض السيارات الكلاسيكية حققت عوائد استثمارية تفوق الذهب والعقارات، خصوصًا إذا كانت بحالة ممتازة أو شاركت في سباقات شهيرة.
4. رمز اجتماعي فاخر
امتلاك سيارة كلاسيكية هو في حد ذاته بيان اجتماعي ورسالة عن الذوق والثراء. كثير من رجال الأعمال والمشاهير يضعونها ضمن مجموعاتهم الخاصة.
ما الذي يجعل السيارة “كلاسيكية”؟
لكي تُصنّف أي سيارة على أنها “كلاسيكية”، لا يكفي أن تكون قديمة فقط، بل يجب أن يمر عليها زمن محدد من الإنتاج.
فبحسب “الاتحاد الدولي للسيارات القديمة” ومقره إيطاليا، فإن السيارة تُعدّ كلاسيكية إذا تجاوز عمرها 30 عامًا، وتُقدّر معظم الأسواق المتخصصة أن الفترة الزمنية التي تمنح السيارة هذا التصنيف تتراوح عمومًا بين 25 إلى 30 عامًا على الأقل، بشرط الحفاظ على حالتها الأصلية.
سيارات كلاسيكية بيعت بأسعار خيالية
1. فيراري 250 GTO (1962) – 70 مليون دولار
واحدة من أندر وأغلى السيارات الكلاسيكية على الإطلاق، إذ لم يُنتج منها سوى 39 نسخة فقط، وكانت بطلة في سباقات عالمية كبرى. في عام 2018، بيعت نسخة منها لرجل أعمال أمريكي بمبلغ قياسي بلغ 70 مليون دولار، وأصبحت جزءًا من مجموعة خاصة مغلقة.
2. أستون مارتن DB5 (1964) – 6.4 مليون دولار
لا تُذكر هذه السيارة دون استحضار شخصية “جيمس بوند”، إذ ظهرت لأول مرة في فيلم Goldfinger، ما جعلها أيقونة سينمائية.
بيعت نسخة أصلية منها عام 2019 مقابل 6.4 مليون دولار، وكانت مزودة بـ”إضافات تجسسية” تحاكي تلك التي ظهرت في الفيلم.
3. بورش 550 سبايدر (1955) – 5 ملايين دولار
واحدة من أندر سيارات بورش، وتتمتع بتاريخ حافل في سباقات الخمسينيات، ما يزيد من قيمتها هو ارتباطها بالممثل جيمس دين، الذي لقي حتفه أثناء قيادتها، لتُصبح منذ ذلك الحين سيارة أسطورية تُباع بأسعار فلكية.
4. جاغوار E-Type (1961) – 500 ألف دولار
وصفها مؤسس فيراري، إنزو فيراري، بأنها “أجمل سيارة صُنعت على الإطلاق”، ما منحها شهرة عالمية لا تُضاهى.
تصميمها الثوري جعلها رمزًا للموضة والهندسة البريطانية، وتُباع اليوم بأسعار تصل إلى نصف مليون دولار.
سيارات أخرى سُجّلت بأسعار فلكية مؤخرًا
فيراري 335 S (1957)
بيعت في مزاد RM Sotheby’s عام 2023 مقابل 35 مليون دولار، وهي واحدة من أبرز سيارات السباق في حقبة الخمسينيات.
بورش 917K (1970)
سيارة أسطورية شاركت في سباق Le Mans، وبيعت في فعالية Pebble Beach 2023 مقابل 14 مليون دولار، وتُعد من أعظم سيارات السباق في تاريخ بورش.
لامبورغيني ميورا (1967)
أول سيارة سوبركار بمحرك وسطي، وواحدة من أبرز تصاميم لامبورغيني الكلاسيكية. بيعت نسخة نادرة منها في يناير 2024 مقابل 5.5 مليون دولار.
هل هي دائمًا صفقة رابحة؟
رغم بريق الأرقام، يرى البعض أن الاستثمار في السيارات الكلاسيكية لا يخلو من المخاطر، أبرزها: ارتفاع تكاليف الصيانة والتأمين، والحاجة إلى أماكن تخزين متخصصة.
بالإضافة إلى تقلبات السوق وعدم وجود تنظيم عالمي موحّد، ووجود نسخ مزيفة أو معدلة تقلل القيمة، لكن من يعرف كيف يختار ويستثمر بعناية، قد يحقق أرباحًا استثنائية على المدى الطويل.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
